منذ أن تولى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر/كانون الأول 2023 والخطاب الأول الذي ألقاه كأمير للبلاد في البرلمان بعد أداء القسم، أدرك المراقبون أن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخها.
وحدث ما حذر منه الأمير في خطاب سابق من "إجراءات ثقيلة الوقع والحدث"، فأعلن في مايو/أيار 2024 عن حل البرلمان لمدة لا تتجاوز أربع سنوات وتعليق مواد في الدستور. فقد شهدت البلاد على مدى عقود ماضية حالة من جمود التنمية والاشتباك البرلماني في مجلس الأمة المكون من خمسين نائبا.
تشريعات واتفاقات ومحاسبة واستئناف مشاريع استراتيجية توقفت منذ سنوات بعد أن كان يؤمل لها أن تلحق الكويت بركب شقيقاتها الخمس في مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أعلنت كل منها رؤية مستقبلية عملت على تنفيذها.
أكثر من عام ونصف العام مر على ذلك القرار التاريخي لأمير الكويت وعنوانه استعادة مركزية الدولة وتعزيز منظومة الحكم تشريعا وتنفيذا ومراقبة.
تنشر "المجلة" تقريرا حول أبرز ما كان وما يتم خلال هذه الفترة القصيرة.
أبو السلطات
في وصفه لنظام الحكم والسلطات الثلاث يقر الدستور الكويتي بأن السلطة التشريعية يتولاها "الأمير" ومجلس الأمة (المادة 51)، كما هو الحال للسلطة التنفيذية حيث تنص (المادة 52) على أن "السلطة التنفيذية يتولاها "الأمير" ومجلس الوزراء، بينما "تتولى المحاكم السلطة القضائية باسم الأمير".
ومن هنا كان القرار التاريخي لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد في مايو/أيار 2024 بحل مجلس الأمة لمدة لا تتجاوز أربع سنوات وتعطيل المواد الدستورية المتعلقة بتنظيم عمل مجلس الأمة، وتغيير الحكومة ورئيسها عامدا إلى بدء عهد جديد لإصلاح ما أفسدته بين السلطتين لأكثر من ثلاثة عقود منذ عودة مجلس الأمة في عام 1992.