منذ تعيينه منسقا أمميا للشؤون الإنسانية، برز الدبلوماسي البريطاني السابق توم فليتشر كأحد أبرز المنتقدين علنا للسياسات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأكثرهم صراحة.
من خطابه المثير للجدل أمام الأمم المتحدة في مايو/أيار، حيث وصف القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بأنها "عقاب جماعي قاس" بحق السكان الفلسطينيين، إلى اتهاماته الأخيرة بأن إسرائيل تتخذ "خيارات متعمدة" لحرمان المدنيين من الغذاء، ظل فليتشر ثابتا في موقفه، مسلطا الضوء على معاناة سكان القطاع المحاصر.
وقد وضعه هذا النهج في مواجهة مباشرة مع إسرائيل ومؤيديها، إذ اتهمه سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في تصريحاته العلنية بشأن أزمة غزة، بالتخلي عن "أي مفهوم للحياد".
ومع ذلك، يبقى الحدث الأبرز في سلسلة تصريحاته، والذي أثار أكبر جدل منذ تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول 2024 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خطابه أمام مجلس الأمن في مايو، حيث بدا وكأنه يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، إذ قال "تفرض إسرائيل عمدا ودون خجل ظروفا غير إنسانية على المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مضيفا أن معظم مناطق غزة "إما ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية مغلقة أو خاضعة لأوامر بالإخلاء".
وأكد أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بالسماح بدخول المساعدات وتسهيلها. وقال: "لمن لا يزال يتظاهر بالشك، فإن النموذج الذي صممته إسرائيل لتوزيع المساعدات ليس هو الحل"، موضحا أن هذا النموذج "يحوّل الجوع إلى ورقة مساومة. إنه مشهد ساخر. تشتيت متعمد. غطاء لمزيد من العنف والتهجير". وخاطب السفراء قائلا: "إذا كان لأي من ذلك معنى بعد، فلا تكونوا جزءا منه".