مُنذُ إدراجها ضمن اللائحة الأوروبية السوداء للدول العالية الأخطار من حيث غسيل الأموال، استنبطت الجزائر وسائل أشد حذرا وأكثر أمانا وسرية لمكافحة هذه الجريمة. ويمكن وضع هذه الإصلاحات في إطار منطق "العصفورين بحجر واحد": الأول، الشطب من اللائحة والحصول على ثقة دولية وصدقية وازنة، فالإدراج على اللائحة سيؤثر على العمليات المالية ليس فقط مع الأوروبيين بل العالم أجمع.
أما الثاني، فيتمثل في المراجعة في حد ذاتها باعتبار أن الزمن قد تجاوز القانون رقم 05–01 المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما، إذ مضى على صدوره 20 سنة كاملة، تغيرت خلالها الكثير من الأمور، لا سيما في المجال المالي والمصرفي الذي أصبح يعتمد كثيرا على التكنولوجيا المالية (Fintech)، والأهم من ذلك ظهور ما يُسمى بالعملات الافتراضية إنطلاقا من سنة 2009. فهل ستنجح الجزائر في كسب الرهان والخروج من اللائحة؟
تُعتبر مجموعة العمل المالي الدولية (Groupe d'action financière - Gafi)، المعروفة بالإنكليزية باسم "فاتف" (FATF – Financial Action Task Force)، من أبرز الهيئات الدولية التي تعنى بالحفاظ على نزاهة النظام المالي العالمي، وهي تأسست عام 1989 بمبادرة من مجموعة الدول الصناعية السبع (G7)، وجاء إنشاؤها استجابة للتهديدات المتزايدة الناتجة من غسل الأموال وتمويل الإرهاب.