يكشف التمسك الذي أظهره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا بما يُعرف برؤية "إسرائيل الكبرى" عن لحظة يجب أن توقظ وعي مئات الملايين من العرب المعتدلين في مختلف أنحاء المنطقة.
ويطرح هذا التمسك، الذي عبّر عنه نتنياهو خلال مقابلة حديثة مع القناة الإسرائيلية "i24News"، تساؤلات حول قدرته على توجيه بلاده نحو أي سلام أو تعايش مع جيرانه.
خلال المقابلة، وأثناء تقديم المذيع له تميمة على شكل خريطة لما يصفه الإسرائيليون بـ"الأرض الموعودة"، صرّح نتنياهو بأنه يرى نفسه في مهمة "تاريخية" و"روحية" لتحقيق هذه الرؤية. وعلى الرغم من أن نتنياهو لم يُحدّد أراضي بعينها يسعى إلى ضمها ضمن ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى"، فإن هذه الرؤية معروفة بتضمّنها مناطق يُفترض أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المنتظرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب أراض تقع شرقا وغربا من نهر الأردن، ومناطق من مصر تشمل شبه جزيرة سيناء، وصولا إلى الضفة الشرقية لنهر النيل.
لهذا أثار تصريح نتنياهو موجة غضب في مصر التي طالبت بتوضيحات رسمية، وفي الأردن، الذي دان بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف. ومع ذلك، فإن المتابعين لمسيرة نتنياهو السياسية وطبيعة تفكيره لم يفاجأوا بتصريحاته الأخيرة، بل على العكس، فهي تتسق تماما مع ما كان يؤمن به ويطرحه على مدى عقود.
ويكشف كتاب نتنياهو الصادر عام 1993 بعنوان "مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم" الكثير في هذا السياق.