"قمة أوكرانيا" في البيت الأبيض... مواقف الأطراف من القضايا الـ6 المطروحة

أ.ف.ب
أ.ف.ب
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب في اجتماع بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 18 أغسطس 2025

"قمة أوكرانيا" في البيت الأبيض... مواقف الأطراف من القضايا الـ6 المطروحة

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الاثنين سلسلة اجتماعات في البيت الأبيض، شملت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريك ميرتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" (الناتو) مارك روته.

هنا ملخص لمواقف الأطراف من القضايا الرئيسة المطروحة والتصورات لكيفية إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ ثلاثة أعوام ونيف، حسب ما ورد في عدد من المقالات والتقارير التي نشرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" ووكالة "فرانس برس" وبمساعدة من الذكاء الاصطناعي.

1- وقف إطلاق النار

  • الولايات المتحدة (ترمب)

- الموقف المعلن: يفضّل استخدام مصطلحات بديلة مثل "وقف القتل" أو "الهدنة" بدلًا من "وقف إطلاق النار"، لتخفيف الضغط السياسي على الطرفين، خصوصًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- المسعى: يقود ترمب جهدًا لإقناع زيلينسكي وبوتين بوقف القتال عبر قمة ثنائية أولًا، ثم ثلاثية تجمعهما به.

- التحوّل في الموقف: قبل أيام فقط، هدّد ترمب بوتين بـ"عواقب وخيمة" إذا لم يوافق على وقف سريع لإطلاق النار، ما يعكس تذبذبًا في اللهجة.

  • روسيا (بوتين)

- لم يوافق صراحة على وقف إطلاق النار.

- أعرب عن "انفتاح" على رفع مستوى المحادثات مع أوكرانيا.

- لا توجد إشارة إلى استعداد فوري لوقف القتال، والعمليات العسكرية الروسية مستمرة وتحقيق مكاسب ميدانية.

  • أوكرانيا (زيلينسكي)

- ترى أن وقف إطلاق النار خطوة ضرورية، لكنها تشترط ضمانات أمنية قوية وتحديد مصير الأراضي المحتلة.

- رفض زيلينسكي التعهد باتفاق إذا لم تكن هناك ترتيبات واضحة ومستدامة تمنع عودة الحرب.

  • أوروبا

- تدفع بقوة نحو وقف إطلاق النار، لكنها تعارض أن يكون ذلك مقابل تنازلات إقليمية.

- أعرب القادة الأوروبيون عن القلق من أن ترمب قد يوافق على تسوية سريعة تتضمن خسارة أوكرانيا لأراضٍ تحتلها روسيا حاليا.

صورة جماعية لدونالد ترمب وقادة أوروبا في البيت الأبيض في 18 أغسطس

2- الضمانات الأمنية

  • أوكرانيا

تطالب بـ:

- التزام أمني واضح.

- تمكين الجيش الأوكراني من البقاء قويًا (كما شدد ماكرون).

- عدم فرض قيود على التسليح أو القدرات الدفاعية.

- قبلت مبدئيًا شراء أسلحة أميركية بـ100 مليار دولار بتمويل أوروبي.

- مستعدة لتقديم تنازلات اقتصادية- مثل عقد صفقات لبيع طائرات مسيرة أوكرانية إلى الولايات المتحدة- مقابل ترتيبات أمنية ملموسة.

  • الولايات المتحدة (ترمب)

- تحوّل واضح في الموقف: من اعتبار أمن أوكرانيا مسؤولية أوروبية فقط، إلى القبول بدور "منسق" في ضمانات أمنية.

- ما زال يرفض انضمام أوكرانيا لـ"الناتو".

- ناقش نشر دعم عسكري غير مباشر عبر دول أوروبية أو في دول جوار أوكرانيا.

  • أوروبا

- اقترحت تشكيل قوة ضمان أمنية أوروبية تُنشر في أوكرانيا في حال الاتفاق.

- تسعى لخلق آلية دعم طويلة الأمد دون الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة.

- عرضت تمويل شراء أوكرانيا للأسلحة الأميركية.

- ماكرون: الضمانات يجب أن تجعل الجيش الأوكراني قادرًا على الردع وليس الدفاع فقط.

أ.ف.ب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتن على مدرج المطار بعد وصولهما إلى قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج، ألاسكا، في 15 أغسطس 2025

  • روسيا

- لم تعلّق رسميًا على الضمانات الأمنية.

- تاريخيًا تعارض أي ترتيبات أمنية غربية في أوكرانيا.

  • التحديات

- لا يوجد إطار قانوني واضح بعد.

- الشكوك حول صدقية ترمب ووفائه بالضمانات تعيق التقدم (كما أشار دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون).

- الأوروبيون لا يثقون بالضمانات الشفهية، ويطالبون باتفاقات مكتوبة.

3- تبادل الأراضي

  • أوكرانيا (زيلينسكي)

- تعارض مبدأ التنازل عن الأراضي بشكل مباشر، لكنها مستعدة للنظر في ترتيبات قانونية أو دستورية تسمح بتسوية سياسية إذا كانت ضمن إطار ضمانات أمنية حازمة.

- تشترط موافقة برلمانية وشعبية لأي تعديل على الحدود.

- تعتبر أن أي تنازل يجب أن يكون مقابل وقف دائم للحرب وضمان استعادة السيادة لاحقًا.

- رفضت بشدة أي صيغة تسوية تحت الضغط أو الاحتلال العسكري.

  • روسيا (بوتين)

- تسعى لتعزيز سيطرتها على مناطق مثل دونباس، القرم، وربما مناطق إضافية في جنوب أوكرانيا.

- تضع الاعتراف بالسيطرة الفعلية على هذه الأراضي كشرط مسبق لأي اتفاق سلام.

- ترى أن هذه المناطق يجب أن تُعامل كجزء من روسيا أو ككيانات ذات حكم ذاتي موسع.

- لم تستبعد إجراء تبادل رسمي للأراضي مقابل تنازلات سياسية أو أمنية من أوكرانيا.

  • الولايات المتحدة (ترمب)

- يبدو متقبلاً لفكرة تبادل الأراضي كجزء من صفقة سلام، طالما يُرافقها ترتيبات أمنية واضحة.

- في بعض التصريحات، ألمح إلى أن ضم روسيا لبعض الأراضي قد يكون أمرًا واقعًا يجب التكيف معه.

- يضغط على زيلينسكي لقبول ترتيبات إقليمية مقابل وقف إطلاق النار والضمانات الأمنية.

- يرى أن التسوية يجب أن تُبنى على حقيقة ميدانية وليس فقط على القانون الدولي.

أ.ف.ب
القادة الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 18 أغسطس، في محاولة لإنهاء الحرب الروسية

  • أوروبا

مواقف متباينة:

- فرنسا وألمانيا: تعارضان بحزم أي تغيير في الحدود بالقوة أو دون موافقة أوكرانية.

- بعض الدول الأخرى: تميل إلى دعم حلول وسط أو ترتيبات حكم ذاتي خاصة لمناطق النزاع، دون اعتراف صريح بضم روسيا لأراض أوكرانية.

- تؤكد أوروبا على أن أي تسوية يجب أن تحترم السيادة الأوكرانية، وأن تكون متوافقة مع القانون الدولي.

- تخشى أوروبا أن يقود قبول تبادل الأراضي إلى إضعاف الأمن الأوروبي بشكل عام.

4- لقاء بوتين – زيلينسكي

  • ترمب

- يقود جهودًا لعقد لقاء ثنائي بين بوتين وزيلينسكي.

- يسعى لتحويل اللقاء لاحقًا إلى قمة ثلاثية بين بوتين وزيلينسكي بمشاركته.

- اقترح أن يكون اللقاء في مكان "محايد" مثل جنيف، ما يتقاطع مع اقتراح ماكرون.

  • زيلينسكي

- أعلن استعداده للقاء بوتين لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

- ينظر إلى اللقاء كفرصة نادرة لإنهاء الحرب إذا ما اقترنت بضمانات حقيقية.

- لم يرفض صراحة فكرة تسويات محددة، لكنه شدد على أن أي تنازل يتطلب مراجعة دستورية وموافقة شعبية.

  • بوتين

- عبر مستشاروه عن "انفتاح" على اللقاء، لكنه لم يعلن موقفًا رسميًا واضحًا.

- الكرملين تحدث عن "رفع مستوى المحادثات"، دون تحديد إن كان يشمل لقاءً مباشرًا مع الرئيس الأوكراني.

  • أوروبا

- شجعت اللقاء، لكن ماكرون انتقد بوتين علنًا، ووصفه بـ"الغول المفترس" وغير الموثوق.

- طرحت فرنسا وسويسرا خيارات لعقد القمة في أراضٍ محايدة.

- الأوروبيون يخشون من أن يُستغل اللقاء لإضفاء شرعية على مطالب روسية إقليمية.

5- العلاقات الأميركية – الأوروبية

  • في الوقت الحالي

- اجتماع البيت الأبيض أعاد بعض الدفء المؤقت بين الجانبين.

- الأوروبيون أبدوا ارتياحًا جزئيًا لانفتاح ترمب على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

- رغم ذلك، لا تزال هناك فجوة ثقة بين الجانبين بسبب:

- مواقف ترمب المتقلبة.

- انتقاداته السابقة لحلف "الناتو".

- تردده في إرسال قوات أميركية تشارك في أي التزام طويل الأمد.

  • فرنسا وبريطانيا وألمانيا وفنلندا

- تعمل على دفع ترمب نحو موقف موحد تجاه روسيا.

- تعارض بشدة فكرة تقديم تنازلات إقليمية.

- تؤكد على أهمية الاستمرار في تسليح أوكرانيا، وربما الاستعداد لوجود عسكري دائم إن لزم الأمر.

  • نقاط الخلاف

- مصير الأراضي المحتلة.

- حجم التزامات واشنطن العسكرية.

- هل تكون الضمانات مجرد "تنسيق سياسي" أم التزام عسكري فعلي.

6- العلاقات الأميركية – الروسية

  • ترمب

- يُظهر تناقضًا:

في قمة ألاسكا: لقاء ودي مع بوتين.

لاحقًا: تهديده بعواقب إذا لم يوقف بوتين القتال.

- يطرح نفسه كوسيط سلام، لكنه أيضًا طالب زيلينسكي بنسبة في صناعة الطائرات المسيّرة التي قال "إنها مهمة" بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

- يُظهر استعدادًا لعقد صفقات كبرى، لكنه يميل للمناورة أكثر من الوضوح.

- وصف الحرب في أوكرانيا بأنها "أصعب مما توقع"، ما يشير إلى تغيير في نظرته السابقة بأنها قضية سهلة.

أ.ف.ب
متظاهرون يحملون علمًا أوكرانيًا ضخمًا في أنكوريج، ألاسكا، في 15 أغسطس 2025

  • بوتين

- يتعامل بحذر. لم يُصدر الكرملين أي تعهد واضح.

- يحافظ على موقف متماسك إعلاميًا، يتيح له الظهور منفتحًا دون التزام.

التقييم العام

- العلاقة تحمل ملامح مساومة: ترمب لا يعادي بوتين، لكنه يسعى إلى فرض شروط متفاوض عليها.

- الجانب الروسي يراهن على رغبة ترمب في صفقة سلام قبل الانتخابات، وقد يسعى لاستغلال ذلك.

  • التحديات

- إشكالية تقبل الطرفين لأي تسوية.

- رفض أوكرانيا القاطع لفقدان الأراضي دون ضمانات قوية.

- الضغط السياسي في روسيا على بوتين لتثبيت المكاسب.

- انقسام الحلفاء الأوروبيين حول مقاربة الحل.

font change

مقالات ذات صلة