بمعلومة محددة وغارة واحدة، تمكنت إسرائيل من الإجهاز على رئيس حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) ونحو عشرة من وزرائه بالإضافة إلى قادة آخرين، وذلك في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع بالنظر إلى إصابة عدد آخر من المسؤولين بجروح بليغة.
اغتيال جماعي في وضح النهار لحكومة مفترضة بأكملها أربك جماعة الحوثيين، وبرهن على انكشاف أمني غير مسبوق للجماعة في المواجهة الدائرة بينها وإسرائيل.
ورغم ضخامة الحدث فإنه لم يتبين للوهلة الأولى بسبب القبضة الحديدية التي تفرضها الجماعة على صنعاء وسياسة التعتيم المشددة التي تنتهجها على نشر وتداول المعلومات ولكن سرعان ما تسربت أخبار هذه "المذبحة" عن طريق مصادر طبية وعائلات ضحاياها التي تساءلت عن غياب رجالها ومصيرهم بعد الضربة الإسرائيلية، وبمرور الساعات اتضح حجم وفداحة الخسارة التي منيت بها الجماعة.
عصر يوم الخميس الماضي انقضَّت مقاتلات إسرائيلية متطورة وشنت نحو عشر غارات جوية حيث ألقت بنحو 40 صاروخا على ما قال الجيش الإسرائيلي إنها مواقع عسكرية وتموينية تابعة لجماعة الحوثيين الموالية لإيران في داخل ومحيط مجمع دار الرئاسة اليمنية الذي تسيطر عليه الجماعة جنوب العاصمة صنعاء.
الهجوم وفقا لخبراء ومحللين عسكريين جاء ردا على إطلاق الحوثيين صاروخا بالستيا متطورا ومتعدد الرؤوس على وسط إسرائيل أحدث تحولا في طبيعة ونوعية الصدام بين إسرائيل وإيران بواسطة الحوثيين ونقل هذا الصدام من مجرد فعل ورد فعل إلى مواجهة استراتيجية خطيرة جديدة، ذات أبعاد عسكرية لا محدودة وبعيدة المدى.