نشرت وسائل إعلام مختلفة، من بينها وكالة الأنباء الأفريقية (APA News)، في الآونة الأخيرة تقارير عن احتمال نقل المقر الرئيس للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (AFRICOM) من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى القنيطرة في المغرب.
لكن هذه الأنباء تتعارض مباشرة مع ما أوردته شبكة "NBC" الأميركية في 18 مارس/آذار حول احتمال اندماج "أفريكوم" مع القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا (EUCOM)في هيكل واحد يتخذ من شتوتغارت مقرا له. وأشار قائد "أفريكوم" الجنرال مايكل لانغلي آنذاك إلى أن النقاشات تتناول عدة خيارات، بينها وضع "أفريكوم" تحت مظلة "يوكوم" لتقليص البيروقراطية وتحسين الإدارة.
هذه التطورات ليست جديدة على السياسة الدفاعية الأميركية. ففي الولاية الأولى للرئيس ترمب عام 2020، تم دمج جيش الولايات المتحدة في أوروبا (USREUR) مع جيش الولايات المتحدة في أفريقيا (USARAF)في كيان واحد هو "جيش الولايات المتحدة في أوروبا وأفريقيا" (USAREUR-AF).
ورغم أن السياسة الأميركية في القارة تبدو أحيانا متقلبة ومتناقضة، فإنها في جوهرها ليست سوى جزء من عملية معقدة لإعادة صياغة استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا. عملية متماسكة في بنيتها، وإن اتسمت ببعض التقلبات.
تُعد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا ((USAFRICOM أوAFRICOM) ) قيادة قتالية موحّدة يغطي نطاق مسؤوليتها القارة الأفريقية بأكملها باستثناء مصر. وهي تمثل قمة الهرم في هيكل القوات المسلحة الأميركية، وقد أُعلن تأسيسها رسميا عام 2007، غير أنها لم تصبح كيانا عمليا ومستقلا إلا في عام 2008، إثر انفصالها عن القيادة الأوروبية (EUCOM) وقيادة المحيط الهادئ (USINDOPACOM).
وقد كان الدافع الأساسي وراء إنشائها سياسيا، إذ هدفت واشنطن إلى تعزيز نفوذها عبر بناء شراكات مع الدول الأفريقية وتقديم دعم مؤسسي لها. لذلك ركّزت "أفريكوم" على مشروعات مشتركة ومساعدات عسكرية لجيوش القارة، تمثلت في برامج التعليم والمساعدات الطبية ومكافحة الأوبئة وتطوير البنية التحتية والاستجابة للكوارث والخدمات اللوجستية الإنسانية.