يتنامى دور التكنولوجيا ويتسع تأثيرها في مختلف المجالات، من الاستخدامات اليومية البسيطة إلى الصناعات العسكرية المتقدمة، ويبرز معها قطاع الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية تدريجيا باعتماده المتزايد على التقنيات الحديثة لمواكبة التطورات المتسارعة. ويشكّل البعدان التكنولوجي والرياضي ركيزتين أساسيتين في مسار المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 في هذا المجال.
صارت الرياض لاعبا رئيسا في قطاع الرياضات الإلكترونية بعد نجاحها في تنظيم كأس العالم في نسخته الأولى العام المنصرم، حيث استقطبت نحو 500 مليون مشاهد حول العالم، لمتابعة مختلف أنواع المحتوى على امتداد 250 مليون ساعة لكل البطولات، فيما وصل عدد الزوار والسياح الذين توافدوا إلى الرياض لحضور البطولة 2,6 مليون شخص، بحسب بيانات الاتحاد السعودي لكأس العالم.
تميزت مجريات النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، من 27 يوليو/تموز حتى 24 أغسطس/آب، بالكثير عن سابقتها في التوسع بعدد البطولات وتنوعها. ولم يقتصر دور الرياض على استضافة البطولة فحسب، بل كانت طرفا فاعلا وأساسيا فيها، وذلك بفوز فريق "فالكون" السعودية بلقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالي وحصوله على 27 مليون دولار بعد حسم البطولة أمام منافسه الهولندي "ليكويد" (Liquid)، إلى جانب عدد من مواطني المملكة من الأندية الأخرى التي فازت بألقاب عدة ضمن البطولة.
مئات ملايين المتابعين لبطولة الرياضات الإلكترونية
كما شهدت الفاعلية بطولة صناع المحتوى المخصصة لأعضاء الفرق السعودية الذين يتمتعون بقاعدة جماهيرية تصل إلى مئات الملايين من المتابعين، وخصصت جائزة مالية تصل قيمتها إلى مليون ريال (نحو 266 ألف دولار) ظفر بها فريق "باور"، الأمر الذي ساهم في جذب المزيد من المشاهدين لا سيما من منطقة الخليج. وشهد الحدث أيضا استضافة بطولة الشطرنج للمرة الأولى، التي فاز بها النجم النروجي ماغنوس كارلسن ممثلا فريق "ليكويد" ونال جائزة قيمتها 250 ألف دولار.