من المرجح أن تزيد الضربات الجوية الإسرائيلية في قطر بتاريخ 9 سبتمبر/أيلول من تعقيد رحلة المحادثات غير المباشرة الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بين "حماس" وإسرائيل.
وقد ألقت هذه الضربات بظلال من الشك على مستقبل المفاوضات، باستهدافها بشكل مباشر وسيطا رئيسا يتمتع بنفوذ كبير على "حماس". وبينما شكّل الهجوم، الذي أصاب عددا من قادة "حماس" خلال اجتماع في الدوحة، ضربة قوية لجهود الوساطة القطرية، كشف في الوقت ذاته عن عزم إسرائيل في تقويض القيادة السياسية لـ"حماس".
ومع ذلك، وفي هذا التوقيت الحرج، قد تؤدي الضربات إلى نتائج عكسية عبر تعزيز موقف "حماس"، ما قد يدفع الجماعة إلى فرض شروط أو مطالب إضافية، الأمر الذي يزيد من تعقيد عملية تفاوض تعاني أصلا من تحديات جمّة.
لقد أكّد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، في أعقاب الهجوم، استمرار بلاده في لعب دور الوسيط، مشددا على عزم قطر ترسيخ مكانتها كقوة استقرار في المنطقة. ولكن ذلك لا ينفي أن تظل الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت الدوحة قادرة أو راغبة في الحفاظ على دورها في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن خلال المرحلة المقبلة.
وفي حال انسحاب قطر، ستتوجه الأنظار إلى مصر، الوسيط الرئيس الآخر، لمعرفة ما إذا كانت القاهرة مستعدة– وحيدة– لتحمّل عبء المفاوضات بالكامل.
عدو عدوي
كقوة إقليمية راسخة منذ زمن بعيد، أدّت مصر دورا محوريا تقليديا في الوساطة لإبرام هدنات خلال الحملات الإسرائيلية السابقة على غزة. ومنذ اندلاع الحرب الحالية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شاركت القاهرة في جهود الوساطة لإجراء محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة.