"تهمس الأرض الجريحة: أريد العشب أريد المطر/ أريد سماء بلا طائرات/ وصباحات بلا وداع/ ولا مزيد من الصلوات على حافة القبور"، بين الأيام القاسية التي عاشها اللبنانيون في القرى الأمامية جنوب البلاد أثناء الحرب الأخيرة، واللحظة التي عادوا فيها إلى قراهم (وكثر منهم لم يعودوا بعد) بعد إعلان وقف إطلاق النار، كتب المؤلف والمخرج العراقي الفرنسي المقيم وعائلته في لبنان عباس فاضل هذه الكلمات، التي بدأ وختم بها فيلمه الوثائقي الأحدث، "حكايات الأرض الجريحة"، الذي فاز بجائزة أفضل إخراج في الدورة الأخيرة من مهرجان لوكارنو السينمائي بسويسرا.
هذا الفوز له مكانة خاصة في قلب عباس فاضل، إذ كما قال في حديث لـ"المجلة"، فإن "مهرجان لوكارنو مكان استثنائي، لأنه يولي دائما اهتماما خاصا بالسينما المستقلة وبالأصوات الآتية من أماكن بعيدة. هو ليس مجرد منصة لعرض الأفلام، بل فضاء للقاء بين الثقافات".
وأضاف: "على مر السنين، لاحظت تطورا في اختياراته، خاصة الانفتاح المتزايد على سينمات الجنوب، وعلى الأفلام الوثائقية، وعلى الأعمال التي تطرح أسئلة حول عالمنا، مقارنة بمهرجانات أخرى، لا يكتفي لوكارنو ببريق العروض الأولى، بل يجرؤ على برمجة أعمال صعبة، عميقة، لا تجد مكانا لها بسهولة في غيره من المهرجانات".