شدد السفير اللبناني لدى المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي كبارة، في مقابلة مع "المجلة" أن المملكة "كانت ولا تزال الداعم الأكبر لأمن لبنان واستقراره"، وإذ رأى "أننا الآن أمام انطلاقة جديدة في العلاقات اللبنانية-السعودية" و"أن القيادة السعودية تثق بالقيادة اللبنانية الحالية"، قال إن السعودية "ترى أن على الدولة اللبنانية الآن، أن تحدد خياراتها. فإما أن تقف في الصف العربي، وتحظى بدعم الدول العربية والخليجية في السياسة والاقتصاد، وإما أن تكون في المقلب الآخر". ولفت الى أن المطلوب من الدولة اللبنانية إعادة بناء الثقة الكاملة مع المملكة من خلال "محاربة الفساد، وضبط المرافق البرية والبحرية والجوية، ومعالجة الفلتان الأمني على الأراضي اللبنانية كافة".
بالعودة الى مسار العلاقات السعودية-اللبنانية منذ بداية العهد الجديد، وتولي رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون الحكم، ظهرت بوادر انفتاح سعودي على العهد الجديد، وملامح حركة سياسية بين البلدين. ويأمل كل من الطرفين اللبناني والسعودي أن تستعيد العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية سابق عهدها. بعد الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" وتداعياتها، بدأ الخناق الذي فرضه الحزب على الدولة يتراجع تدريجيا، الأمر الذي يحرر السلطة اللبنانية تدريجيا أيضا، بشكل يعيد لبنان إلى الحضن العربي، وفي مقدمة ذلك العودة إلى علاقات سوية مع المملكة العربية السعودية.
ما يبدو حتى الآن، وبعد عقود من تأثير "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانية سياسيا واقتصاديا وأمنيا، أن العودة الاقتصادية السعودية المنتظرة دونها شروط واضحة، ولا سيما بعد التجارب المريرة السابقة.
خرق الحظر ورسائل رمزية
في 23 يناير/كانون الثاني 2025 زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بيروت للمرة الأولى، وهو أرفع ديبلوماسي سعودي يزور لبنان منذ خمسة عشر عاما بحسب وكالة "رويترز". واعتبرت الزيارة من أهم الزيارات على المستوى العربي لشخصية سعودية كبيرة في رمزية ورسالة واضحتين. ورسمت الزيارة خريطة طريق أمام انطلاق العلاقات على كل المستويات. ثم توالت زيارات الموفدين السعوديين لمتابعة الوضع اللبناني، وكانت آخر زيارة سعودية للموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، مستشار وزير الخارجية، الذي زار بيروت في بداية يوليو/تموز الماضي، قبل الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الأميركي توماس باراك لبيروت مباشرة.