وسط الحركة الأميركية المكثفة نحو عبور لبنان إلى منطق الدولة والسيادة على كامل أراضيه، يَعدُه المسؤولون الأميركيون بأن طريق الأمن والاستقرار تشكل مدخلا إلى الازدهار الاقتصادي والاستثماري، وبأن مساهمة واشنطن فاعلة في التوصل إلى هذا الهدف. آخر هذه الوعود تلقاها لبنان من الموفد الرئاسي الأميركي الى لبنان توماس باراك، الذي يربط الازدهار والاستثمار بقيام الدولة القادرة والقوية التي تمسك بزمام أمورها.
ويزور باراك لبنان غدا مجددا، والهدف وفقا لمعلومات "المجلة" من مصدر ديبلوماسي، اعطاء مزيد من الدفع للمسؤولين اللبنانيين توصلا إلى حصرية السلاح في يد الدولة بالكامل، بعد قرار مجلس الوزراء الذي انعقد في الخامس من أغسطس/آب الجاري، وفي انتظار تقديم قيادة الجيش اللبناني خطتها إلى الحكومة للتنفيذ قبل نهاية الشهر الجاري. كما سيتابع باراك خطوات الحكومة بالتفاصيل في مجال القرار الذي اتخذته، ومساعدة الجيش في هذا الشأن، فضلا عن مسألة التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل". وأكدت معلومات "المجلة" ايضا ان التمديد لها سيتم في جلسة لمجلس الأمن تعقد في 25 آب/أغسطس الجاري، وان هذا التمديد لـ"اليونفيل" سيكون الاخير، أي حتى 31 آب/أغسطس من السنة المقبلة 2026 فقط.
وبات واضحا، أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب، تنظر بعين الاقتصاد والاستثمار في بلورة الحلول في الشرق الأوسط. وأكثر ما تجلى ذلك في خطاب ترمب خلال زيارته دول الخليج في مايو/أيار الماضي. ويمثل لبنان مساحة خصبة أمام الاستثمارات المرجوة، إن كان من الولايات المتحدة، أو من دول الخليج. وكلا الطرفان يمتلك قدرات هائلة في المجالات الاستثمارية والتبادلية والشراكات.
بوابة الاقتصاد و"سويسرا الشرق"
يحتاج لبنان، في واقعه الاقتصادي الحالي، بعد الانهيار المالي والنقدي الذي يعانيه منذ نحو ست سنوات، إلى تدفق استثماري للتوظيف في كل القطاعات. حتى أن باراك أقر أمام أحد المسؤولين اللبنانيين بأن لبنان لديه قدرات وإمكانات تتيح التطوير والازدهار أكثر مما هو الواقع في سوريا، وحتى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقا لما نقلته إحدى المرجعيات التي التقاها، خلال زيارته الأخيرة لبيروت.