في مقابل التاريخ الطويل للمسرح العربي متمثلا في مصر والشام والمغرب، على سبيل المثل، عانى المسرح الخليجي من التهميش، وكثيرا ما نظر إليه كخارج عن دائرة الضوء. غير أن السنوات الأخيرة كشفت عن تنام ملحوظ في هذا المسرح، بما في ذلك المسرح السعودي الذي يسير بخطى ثابتة تشبه الخطى التي تقودها المملكة في مجال السينما.
فكلا المجالين يشهدان حراكا لافتا تقوده طاقات شابة وتجارب مختلفة تحلم بالتميز وتبحث عن صوتها الخاص، ولا تخلو، في طبيعة الحال، من بعض العثرات الفنية، لكنها تثبت نفسها من خلال حضور مكثف في عدد كبير من المحافل الدولية.
بدا هذا واضحا في الدورة الأخيرة، الـ 32، من "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي"، التي خصصت مساحة ملحوظة للتجارب الخليجية المعاصرة، كان للسعودية نصيب بارز منها من خلال عرضي "طوق" و"قد تطول الحكاية".
تلتقي المسرحيتان في أكثر من ملمح، بداية من الإيهام أو كسر الحائط الرابع، سواء كان هذا عبر التفاعل المباشر مع الجمهور أو بكشف حقيقة أننا داخل عرض مسرحي. كما يجمعهما ترشيد موظف لعنصر السينوغرافيا وانفتاح ملحوظ على المفهوم الأوسع للفعل المسرحي، بين ما يحمله من تقاليد راسخة وما يتيحه من تجريب ومغايرة.