السؤال الكبير الذي يدور في أذهان الكثير منا هو ما إذا كانت مبادرة أو خطة الرئيس دونالد ترمب بشأن غزة سوف يتم تنفيذها بجميع مراحلها، وبالتالي ما إذا كنا نشهد نهاية حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهلنا في قطاع غزة.
في الحقيقة، لا أحد يعرف الجواب بشكل مؤكد، والاحتمالات هنا تبقى قائمة. هناك الكثير من المشاكل المحيطة بالخطة، دون الدخول في مشاكل الخطة نفسها، منها غياب الثقة تماما بين الأطراف، ويتعزز ذلك يوميا بسبب ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، ومنها غياب الموقف الواضح وبالتالي غياب الموقف الموحد فلسطينياً وعربياً، ومنها ما يبدو أنه رغبة "حماس" في التعاون مع الوسيط الأميركي فقط، أملا في أن يقود ذلك إلى صفقة ما بين الجانبين.
وبالرغم من كل ذلك، تبقى الآمال قائمة في أن يتم ذلك. "حماس" ردت بذكاء على الخطة ورحّلت جزءا منها إلى مشاورات وطنية (دون تحديد أطرافها) وتجاهلت بعض المبادئ الهامة في الخطة ووافقت بشكل واضح على تسليم الرهائن الأحياء والأموات خلال فترة وجيزة بعد التوصل لاتفاق. بشكل عام احتوت الخطة على مبادئ إيجابية هامة مثل إنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى ووصول الدعم الإنساني بوفرة، ومثل إنهاء دور "حماس" في حكم قطاع غزة ونزع سلاح الحركة، ومثل تشكيل حكم القطاع لاحقا، ومثل الحل السياسي لاحقا المتمثل بدولة فلسطين.
بالطبع الخطة تضمنت مبادئ هامة ولكنها لم تحتوِ على تفاصيل وهو ما يتطلب مزيدا من المفاوضات بين الأطراف، وهنا مكمن الغموض الذي سمح للطرف القوي وهو حكومة بنيامين نتنياهو بالضغط وربما حتى بمحاولة تخريب الأمور. في المقابل ما زالت "حماس" تريد وضوحا أكثر بشأن الانسحابات الإسرائيلية قبل تسليم الرهائن وهي تحاول كذلك التهرب من موضوع ضبط السلاح بشكل عام.
الآن، لنحاول الإجابة على السؤال المركزي. الواضح أن الجهة المقررة هنا هي رئيس الولايات المتحدة وبالتالي ربما نستطيع القول إنه إذا بقي متحمسا في هذا الاتجاه وإذا بقي مصرا على تنفيذ الخطة فسيحدث ذلك على الأغلب، وإذا فقد اهتمامه ربما يحدث العكس وهو ما سيعيدنا إلى المربع الأول.