يصل الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة ثانية خلال أقل من شهرين، وهذه المرّة إلى العاصمة واشنطن، في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، في تاريخ سوريا منذ استقلالها. المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك مهّد أجندة الزيارة، بأن أحد أهدافها هو انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، وعدّ أن هذه الخطوة تمثل "تحولا تاريخيا وعلامة فارقة في العلاقات مع واشنطن". ولتحقيق هذه الخطوة، سعت واشنطن لتذليل العقبات القانونية والسياسية، بما فيها إزالة الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الداخلية عن قوائم الإرهاب، حلحلة العقد بين دمشق و"قسد"، ودراسة خيارات الوجود العسكري لواشنطن في سوريا من الناحية الجغرافية واللوجستية، إضافة إلى ملفات التدريب والتمكين العسكري للحكومة السورية، لدعمها في طريق شراكتها مع التحالف الدولي.
أهداف كثيرة تسعى واشنطن لتحقيقها من خلال ضمّ سوريا إلى التحالف الدولي، يقابلها مكاسب للحكومة السورية من هذا الانضمام، فهي خطوة ذات مكاسب مشتركة للطرفين، على المستوى السياسي والعسكري، لجهة تخفيف التوترات في المنطقة وإنهاء ملف تنظيم "داعش"، وضمان عدم عودة سوريا إلى سابق تحالفاتها مع المعسكر الشرقي، ومنع إيران من التجدد في طرائق تدخلها في المنطقة، وتهديد مصالح واشنطن وحلفائها.
لماذا تريد واشنطن دخول سوريا في التحالف الدولي؟
وضعت واشنطن ثقلا سياسيا كبيرا، لتحقيق أهداف تسبق زيارة الرئيس السوري إلى البيت الأبيض، أبرزها تضييق الفجوات أمام تصويت مجلس الأمن، لصالح قرار شطب الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم الإرهاب، فواشنطن لا تريد أن يدخل الشرع إلى البيت الأبيض، وهو ما زال على قوائم الإرهاب من جهة، ولا تريد لسوريا أن تدخل رسميا التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، ورئيسها مصنف على قائمة الإرهاب مع وزير الداخلية. هذا الهدف تحقق يوم الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بموافقة أعضاء مجلس الأمن، وامتناع الصين عن التصويت، بعد مداولات لمشروع القرار، والذي طلبت بكين تعديلات عليه لتقبل بالامتناع عن التصويت لصالحه.

الهدف الثاني هو مسح ميداني، لبعض النقاط العسكرية ضمن مناطق الحكومة، والتي من المتوقع أن تتخذها واشنطن والتحالف الدولي، نقاط ارتكاز وانطلاق لعملياتها داخل سوريا ضد تنظيم "داعش"، ولتقديم الدعم اللوجستي سواء للقوات السورية أو القوات الدولية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، كما أن هذا الوجود تراه واشنطن عاملا فاعلا في تخفيف المخاوف الإسرائيلية التي تعيق التقدم في المفاوضات مع دمشق، ولمنع تأثير أي وجود عسكري في المنطقة على مصالح واشنطن وحلفائها في الغرب، وهنا الحديث عن الوجود الروسي.


