عندما يُلقى النرد، فليس ثمة مجال للاحتمالات أو التراجع. فهل حسم الرئيس دونالد ترمب أمره في التدوينة التي نشرها يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025، على موقع "تروث سوشيال"؟ عقد الرئيس الأميركي مؤتمرا صحافيا في بالم بيتش في فلوريدا. وعلى الفور استرعى بيانه العاطفي المشحون بالانفعال والغضب، انتباها دوليا. وأبرز ما جاء في البيان:
• يواجه المسيحيون في نيجيريا "إبادة جماعية حقيقية".
• "إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين" (دون تسمية أي جماعة محددة)، فقد تلجأ الولايات المتحدة إلى "ضربات سريعة وشرسة" لاجتثاث الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة".
• عمليات مكافحة الإرهاب "لن تتوقف عند نيجيريا، بل سنطاردهم أينما كانوا، في الشمال وفي منطقة الساحل".
في نوبة انفعال واحدة، نجح ترمب في دمج الدين والأمن والتدخل الأميركي لتقديم رواية سريعة الاشتعال؛ وهي صيغة مألوفة في واشنطن، إلا أنها تستهدف اليوم حدودا مختلفة: أفريقيا.
وفي اليوم نفسه، أعادت وزارة الخارجية الأميركية إدراج نيجيريا على قائمة الدول المثيرة للقلق بشكل خاص (CPC)، في خطوة جرى تنسيقها مع البيت الأبيض، لتكون رمزا لبداية نهج سياسي جديد. وفي الحقيقة، كانت هذه أول إشارة واضحة على عودة أفريقيا إلى صميم الأجندة الاستراتيجية الأميركية على أرض الواقع.
كان تصريح الرئيس ترمب العاطفي، بلا شك، خطابا بلاغيا يسعى لإحداث تأثير عميق في الجمهور العالمي والمحلي على حد سواء.


