خلال السنوات الأخيرة، كثفت وكالة الطاقة الدولية إصدار إشارات متناقضة أثارت تساؤلات جوهرية عن مدى صدقيتها وسلامة تقريرها الرئيس، "توقعات الطاقة العالمية". فهل تعود هذه التناقضات إلى خلل في نماذج التوقعات المستقبلية أم إلى دوافع سياسية؟ وهل تحولت الوكالة إلى أداة تخدم روايات جيوسياسية متقلبة بدلا من من كونها دليلا محايدا لشؤون الطاقة؟
تحديدا، يطرح إصدار تقرير "توقعات الطاقة العالمية " لعام 2025 هذه الأسئلة، مثيرا الشكوك حول الغاية الأساس مما ورد فيه من توقعات للوكالة.
على مدى السنوات الخمس المنصرمة، أجرت الوكالة تحولات مفاجئة في افتراضاتها الأساسية في شأن ذروة الطلب على النفط، والاستثمار في الوقود الأحفوري، ومسارات الحياد الكربوني. لا تعد هذه التحولات مجرد تعديلات تقنية اعتيادية للنماذج، بل تمثل انقلابات في السرديات التي أثرت بعمق في الاستراتيجيات العالمية للطاقة، وتدفقات الاستثمار، والنقاشات السياسية.


