ما كادت فرنسا تقرّ خطوات جادة لإعادة إحياء الخدمة العسكرية الإلزامية في مواجهة التهديد العسكري الروسي المتزايد حتى لحقت بها ألمانيا بعد أيام. ففي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه إطلاق برنامج تطوعي يقدم رواتب للشباب والشابات مقابل عشرة أشهر من التدريب العسكري. وبعد أيام قليلة، في أوائل ديسمبر/كانون الأول، صوّت البوندستاغ (البرلمان الألماني) على برنامج مماثل، سيشهد إرسال استبيان إلى جميع من يبلغون من العمر 18 عاما للسؤال عن مدى استعدادهم للانضمام إلى القوات المسلحة. ويعد هذا تحولا جذريا، نظرا لأن كلتا الحكومتين ألغتا الخدمة العسكرية الإلزامية منذ فترة ليست ببعيدة. فقد سُرِّح آخر المجندين الفرنسيين عام 2001، في حين أنهت أنغيلا ميركل التجنيد الإلزامي في ألمانيا عام 2011، حيث استفادت الدولتان من برنامج "عائد السلام" الذي أعقب الحرب الباردة، والذي شهد تقليص حجم الجيوش الغربية مع انحسار خطر الحرب، ويعرف "عائد السلام" بأنه الفائدة الاقتصادية التي تجنيها الدولة من خفض الإنفاق العسكري، مما يسمح بإعادة توجيه الأموال إلى البرامج الاجتماعية والبنية التحتية والتعليم، أو خفض الضرائب، وبالتالي تعزيز النمو والتنمية بدلا من التركيز على الصراعات. إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا قلب موازين عقود من التراخي النسبي في العواصم الأوروبية. وبعيدا عن كونها حالات شاذة، تعكس خطط باريس وبرلين، تحولا على مستوى القارة نحو العودة إلى "الخدمة الوطنية" كعنصر أساسي في استراتيجيات الدفاع.
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، في…


