لم يعد السؤال ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل الإنسان، بل كيف يمكننا مزاولة العمل مع الذكاء الاصطناعي بذكاء في مختلف القطاعات؟ مع أفول السنة الثالثة على بدء استخدام تطبيقاته على نطاق واسع، من الواضح أننا في خضم تحول شامل يعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي وسوق العمل، ومن يدرك هذا مبكرا، يملك الفرصة لتشكيل المستقبل.
لا يشمل هذا التحول التكنولوجيا فقط، بل الثقافة الإدارية، طرق التعلم، وأسلوب التفكير الذي يحتاجه الجيل القادم من القوى العاملة. بحسب تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي 170 مليون وظيفة جديدة عالميا في 2030، في المقابل سيخرج من السوق نحو 92 مليون وظيفة نتيجة استبدال بعض المهمات بالذكاء الاصطناعي، ليكون الناتج الصافي 78 مليون وظيفة إضافية.
تؤكد هذه الأرقام أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف، بل يعيد تشكيلها ويفتح آفاقا جديدة للعمل. وتشير بيانات مؤشر وظائف الذكاء الاصطناعي من "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) إلى أن نسبة الإعلانات للوظائف في الولايات المتحدة التي تتطلب مهارات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد ارتفعت من نحو 1.4 في المئة في 2012 إلى نحو 1.8 في المئة في 2024-2025، مما يعكس زيادة في الطلب على الكوادر القادرة على التعامل مع هذه التكنولوجيا، حتى مع انخفاض الإعلانات الإجمالية للوظائف.


