بوتين لبوش: كنت مستعدا للموت لأجل الشيوعية… وزيارتي لإسرائيل كانت كاشفة (2 من 3)

الحلقة الثانية

بوتين لبوش: كنت مستعدا للموت لأجل الشيوعية… وزيارتي لإسرائيل كانت كاشفة (2 من 3)

استأثر الملف النووي الإيراني، وطريقة التعامل بنقاشات مستفيضة في جدول أعمال القمة الروسية الأميركية في البيت الأبيض في 16 سبتمبر/أيلول 2005. القمة عقدت بعد ساعات من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكشفت النقاشات حول إيران عن توافق في عدم تمكين إيران من امتلاك برنامج نووي عسكري. وفي المقابل بدت روسيا متحفظة في إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، وأثارت تساؤلات حول نجاعة خيار الضربات العسكرية لإنهاء المشروع النووي.

وكشف محضر الاجتماع الذي رفعت السرية عنه منذ أيام أن الاجتماع الثنائي بين وزير خارجية البلدين كوندوليزا رايس وسيرغي لافروف، اقتصر على مناقشة الملف النووي الإيراني.

AFP
لوحة إعلانية تصور صواريخ باليستية إيرانية قيد الخدمة، مع نص باللغة الفارسية يقول "إسرائيل أضعف من شبكة العنكبوت" في وسط طهران في 15 أبريل 2024

وأظهرت النقاشات تقاربا كبيرا في رؤية الجانبين بشأن إيران، ولكن الخلافات برزت في طريقة التعامل.

وفي الاجتماع لخصت رايس نتائج نقاشاتها مع لافروف بأنه "نتفق جميعا على أن لا أحد يريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، وأن علينا فعل كل ما يلزم لمنع ذلك. مصدر قلقنا هو قدرة إيران على إعادة المعالجة والتخصيب. من المهم جدا الوصول إلى وضع لا تستطيع فيه إيران التخصيب أو إعادة المعالجة". وأشارت إلى أن "الروس يرون أن الوقت لم يحن بعد لإحالة (ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن). وقد أوضحت أن من المهم أن يدفع الإيرانيون ثمنا لسلوكهم"، وذكرت أن "لدى الروس بعض الأفكار الخلاقة حول كيفية منع إيران من تطوير قدرة محلية على التخصيب أو إعادة المعالجة".

من المهم جدا الوصول إلى وضع لا تستطيع فيه إيران التخصيب أو إعادة المعالجة

في المقابل قال بوتين إن "مصدر قلقنا هو أن الإحالة الفورية، ستدفع إيران إلى اتباع مسار كوريا الشمالية. وإذا كانوا بالفعل يسعون إلى امتلاك أسلحة نووية، فسنكون قد فقدنا السيطرة على ما يجري داخل إيران"، محذرا من أنه يجب اتخاذ إجراء في حال نهج إيران مسار كوريا الشمالية. وفي الوقت ذاته تساءل عن طبيعة الرد وماهيته، مشككا في نجاعة أي ضربة من دون تحديد منفذها وأهدافها. وطرح سؤالا: "وهل أنتم واثقون من المعلومات التي لديكم؟ وخلص إلى أنه "من المهم أن نبني أساسا متينا لموقفنا. لكنني أتفق مع جورج: إذا انتهكت إيران القانون الدولي، كما صيغ هنا، فلدينا الحق في إحالة المسألة إلى مجلس الأمن".

وفي إشارة، على الأرجح، إلى اجتماعه مع أحمدي نجاد قبل القمة بساعات في نيويورك، قال بوتين: "أجريت معه محادثة غير مريحة.. طويلة وغير مريحة... قلت له إنه إذا لم يواصل المفاوضات، فسيدفع بلده إلى زاوية ويعزله. كيف سيخرج منها؟".

رويترز
الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يتحدث في مؤتمر صحافي بعد تقديم أوراق ترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية في طهران في 2 يونيو

من جهته قال بوش: "أفهم أنهم حكومة جديدة، وأنهم الوافد الجديد إلى الساحة. لكن من يتخذ القرارات هو المجموعة ذاتها من الملالي غير المنتخبين. يجب أن يعرف (الرئيس الإيراني) حدود الحركة المتاحة له، وإلا فسنواجه كابوسا". ومع تشديده على أن "الخيار العسكري سيئ"، أشار إلى أنه لا يمكن استبعاد اللجوء إليه من قبل إسرائيل (آرئيل رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها) شارون يفكر في الخيار العسكري. لو كنت أنا أو أنت مكان شارون، لكنا نفكر في الخيار العسكري. الأسلحة النووية الإيرانية تخيف الإسرائيليين بشدة"، وشدد على نجاح الدبلوماسية لأنه "إذا شعر شارون بأنه مضطر لضرب إيران، عندها ستنفجر الأوضاع".

وفي ملف كوريا الشمالية، أشار بوتين إلى تطابق مواقف البلدين. ووصف بوتين أجواء زيارته الأخيرة لبيونغ يانغ. وكشف الرئيس الروسي أن أفراد الحراسة الشخصية قالوا له في طريق العودة إنهم لا يريدون الذهاب إلى هناك مرة أخرى. وردا على تعليق من بوش بأنه يراهن على أن "بعض حراس كوريا الشمالية كانوا يرغبون في الهروب معك للوصول إلى الأرض الموعودة"، نفى بوتين حصول هذا الأمر، وأشار إلى أن "الناس محصورون في الإطار الضيق الذي يعيشون فيه. وكثيرون صادقون فيما يؤمنون به. الكوريون الشماليون يعيشون عزلة أعمق مما عشناه نحن. إنهم أكثر عزلة مما كان عليه الاتحاد السوفياتي في عهد ستالين.

الكوريون الشماليون يعيشون عزلة أعمق مما عشناه نحن

الغالبية الساحقة مستعدة للموت. هذه ليست أوروبا الشرقية ولا ألمانيا الشرقية. ولأي تغيير جدي في الذهنية، لا بد من حدوث تقارب بين الشمال والجنوب". وفي إطار الرد، قال بوتين: "كنت عضوا في الحزب الشيوعي. كنت أؤمن بأفكار الشيوعية. وكنت مستعدا للموت من أجلها".

وكان لافتا حديث بوتين عن زيارته الأولى لإسرائيل في أبريل/نيسان من العام ذاته. وفي حين رفضت إسرائيل رفضا قاطعا دعوة روسيا لمؤتمر سلام في موسكو حول الشرق الأوسط، قال بوتين: "عندما زرت إسرائيل لأول مرة، كانت تجربة كاشفة. قيل لي إنها دولة معادية، لكن ما رأيته كان مختلفا تماما. الأمر يحتاج إلى وقت. الناس في الشمال يحتاجون إلى رؤية ما يحدث في الجنوب. هذا سيحدث فرقا".

أ.ف.ب
الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش (يسار) ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (يمين) يبتسمان خلال اجتماعهما في الكرملين في 24 مايو 2002

ورغم أن رابطة الدول المستقلة المشكلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لم تستأثر بأكثر من عبارات قصيرة من الرئيسين في بداية اللقاء، فإن ما عرف بـ"الثورات الملونة" والدعم الأميركي لها شكل محورا خلافيا كبيرا في علاقات البلدين حتى وقتنا الحالي.

وقال بوش: "فيما يتعلق بالرابطة، اتفقنا على ضرورة إجراء حوار، حوار استراتيجي، تقوده وزارة الخارجية وبل بيرنز- أقصد نيك بيرنز- من جانبنا. حتى يفهم الجميع ما يريده الآخرون، وتُزال الشائعات، وتُفهم الاستراتيجيات والنوايا". ورد بوتين بالقول: "بالضبط. نحن بحاجة إلى تنسيق أفضل وتجنب التناقضات". وفي تلك الفترة حملت روسيا الولايات المتحدة المسؤولية عن اندلاع "الثورة البرتقالية" أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2004، التي حرمت حليفها فيكتور يونوكوفيتش من الفوز بالانتخابات، وأجبرت المحكمة العليا على إعادة الانتخابات بحجة التزوير، واستخدام موارد الدولة ليفوز فيكتور يوشينكو المقرب من الغرب في رئاسة أوكرانيا.

بالضبط. نحن بحاجة إلى تنسيق أفضل وتجنب التناقضات

ومهدت الثورة البرتقالية لشره عميق بين المناطق الشرقية والغربية للبلاد، استغلته روسيا لاحقا في 2014 بضم القرم ودعم الانفصاليين في دونباس. واتهمت روسيا الولايات المتحدة والغرب بتمويل وتدريب منظمات المجتمع المدني الأوكراني منذ التسعينات، ووضع استراتيجيات جديدة للاحتجاج السلمي لاستخدامها عند الحاجة. وتوفير الدعم السياسي والإعلامي للحركات المناهضة للحكومات القريبة من موسكو. وقبلها في نوفمبر 2003، أدت ثورة مخملية في جورجيا "ثورة الورود" إلى صعود ميخائيل ساكاشفيلي المؤيد للتوجهات الغربية، والإطاحة بإدوارد شيفارنادزة وزير الخارجية السوفياتي السابق. وقبل شهور من اجتماع بوتين ببوش أطاحت "ثورة السوسن"، في مارس/آذار 2005، بالرئيس عسكر أكاييف وجاءت بالرئيس كرمان بيك بكاييف رئيسا. ومن الواضح أن روسيا كانت تخشى من انتقال الثورات إلى باقي دول محيطها السوفياتي السابق، وصعود قادة جدد يؤيدون الغرب.

اللافت أن موضوع توسع "الناتو" لم يطرح بقوة في محضر الاجتماع الذي كشفت عنه، رغم أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) شهد أكبر توسّع له شرقا في 29 مارس 2004 إثر انضمام 7 دول إلى صفوفه، وهي بلغاريا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإستونيا، من دول الاتحاد السوفياتي، والكتلة الشرقية السابقة.

وفي المقابل، حذر بوتين واشنطن من تطوير قنابل نووية صغيرة، وقال بعد تأكيد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الموضوع إن "طرق استخدام هذه الأسلحة النووية ووسائلها تغير من نفسية الدول التي تمتلكها. يصبح استخدامها ممكنا، وإذا كانت أصغر قليلا أو أكبر قليلا، فمن سيهتم؟ ولكن هذا يحدث فرقا".

التفاصيل الكاملة والترجمة الحرفية للاجتماع

القضية منزوعة السرية NW# 7813-11

التاريخ: 25 أغسطس/آب 2025

البيت الأبيض – واشنطن

مذكرة محادثة

الموضوع: فلاديمير بوتين، رئيس الاتحاد الروسي (غير مصنفة - غ. م)

المشاركون:

الرئيس
كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية

دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع

أندرو كارد، مساعد الرئيس ورئيس هيئة الموظفين

ستيف هادلي، مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي

ويليام بيرنز، السفير الأميركي لدى روسيا

توماس غراهام، المساعد الخاص للرئيس والمدير الأول للشؤون الروسية

بيتر أفاناسينكو، مترجم

فلاديمير بوتين، رئيس الاتحاد الروسي

سيرغي لافروف، وزير الخارجية

سيرغي كيسلياك، نائب وزير الخارجية

سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس

يوري أوشاكوف، السفير الروسي لدى الولايات المتحدة

إيغور نيفيروف، مدير إدارة أميركا الشمالية في وزارة الخارجية

أندريه تسيبينكو، مترجم

التاريخ والوقت:16 سبتمبر/أيلول 2005، من 2:15 إلى 2:45 بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي
المكان: المكتب البيضاوي

الرئيس:

أين وزيرة الخارجية؟ هل ستأتي؟ آه، ها هي. كنت أقول لفلاديمير إنني مررت ورقة إلى كوندي (كوندوليزا رايس) خلال جلسة مجلس الأمن هذا الأسبوع كتبت فيها: "أحتاج إلى الذهاب إلى الحمام. كيف أفعل ذلك؟".
أنا أعرف كيف أذهب إلى الحمام؛ فقد علمتني أمي ذلك. لكنهم على أي حال التقطوا صورة للورقة، وكبروها، ونشروها في الصحيفة. (غير مصنفة - غ.م)

مصنف من قبل: في. فيليب لاغو

السبب: 1.4(b)، (d)

يُرفع عنه السرية في:  20/9/2015

رقم الوثيقة: 34685220

NW#: 78134

الرئيس بوتين:

هذا غير صحيح. كنت أتحدث مع سيرغي (لافروف) عن ضرورة تغيير هذا الأمر. ما كتبته كان مسألة شخصية. تخيل لو كان شيئا سريا. (غ. م)

الرئيس:

وماذا لو كانت كلمة نابية؟ لكان ذلك أسوأ. (غ. م)

الوزير رامسفيلد:

وماذا كان يفترض بك أن تفعل؟ ترفع يدك وتطلب الإذن؟  (غ. م)

الرئيس:

أجريت وفلاديمير حديثا جيدا: إيران، كوريا الشمالية، ورابطة الدول المستقلة. وفيما يتعلق بالرابطة، اتفقنا على ضرورة إجراء حوار، حوار استراتيجي، تقوده وزارة الخارجية وبل بيرنز- أقصد نيك بيرنز-من جانبنا. حتى يفهم الجميع ما يريده الآخرون، وتُزال الشائعات، وتُفهم الاستراتيجيات والنوايا. (غ. م)

الرئيس بوتين:

بالضبط. نحن بحاجة إلى تنسيق أفضل وتجنب التناقضات. (غ. م)

الرئيس:

ناقشنا أيضا منظمة التجارة العالمية. أريد إنجاز هذا الملف. لقد طلبت من فريقي أن يعملوا بأقصى ما يستطيعون حتى تتمكن مؤسساتنا الحكومية من إبرام اتفاقات مع غريف. لكن غريف بدوره يحتاج إلى العمل مع حكومته ليتمكن من إبرام الاتفاقات. نحن بحاجة إلى العمل على قطاع المصارف والطيران المدني وغيرها. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لديكم علاقات أفضل مع كوبا مما لديكم معنا. كوبا في منظمة التجارة العالمية. (غ. م)

الرئيس: ليس بسببنا: (غ. م)

الرئيس بوتين:

نعم، هذا ما ورثتموه.  (غ. م)

الرئيس:

أجرينا أيضا حديثا جيدا عن الصين- حديثا فلسفيا. لكن كلا البلدين يتمتعان بعلاقات جيدة مع الصين. (غ. م)

الرئيس بوتين:

وتحدثنا أيضا عن إيران. (غ. م)

الوزير لافروف: تحدثنا فقط عن إيران. (غ. م)

الوزيرة رايس:

نعم، أجرينا نقاشا مطولا حول الشأن الإيراني بينما كنتما تتحدثان. نتفق جميعا على أن لا أحد يريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، وأن علينا فعل كل ما يلزم لمنع ذلك. مصدر قلقنا هو قدرة إيران على إعادة المعالجة والتخصيب. من المهم جدا الوصول إلى وضع لا تستطيع فيه إيران التخصيب أو إعادة المعالجة. فهذا سيكون خطيرا وقد يتحول إلى برنامج عسكري. وقد أطلعنا الروس على إحاطتنا بشأن مسألة التسليح. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لقد قرأته. (غ. م)

الرئيس:
قال فلاديمير إنه يرغب في أن يطّلع خبراؤه على الوثيقة عن كثب ليكوّنوا صورة واضحة عن مضمونها. قلت لفلاديمير إن هذا طلب محق. هادلي، هل يمكنك ترتيب ذلك؟ (غ. م)

الوزيرة رايس:

يمكننا تنظيم تبادل للخبراء. (غ. م)

الرئيس بوتين:

ولهذا أشار جورج إلى ضرورة اجتماع الخبراء. (غ. م)

الوزيرة رايس:

دعوني أذكر نقطة أخرى. الروس يرون أن الوقت لم يحن بعد للإحالة (ملف إيران النووي). وقد أوضحت أن من المهم أن يدفع الإيرانيون ثمنا لسلوكهم. لدى الروس بعض الأفكار الخلاقة حول كيفية منع إيران من تطوير قدرة محلية على التخصيب أو إعادة المعالجة. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لقد عرض سيرغي فكرتنا. مصدر قلقنا هو أن الإحالة الفورية ستدفع إيران إلى اتباع مسار كوريا الشمالية. وإذا كانوا بالفعل يسعون إلى امتلاك أسلحة نووية، فسنكون قد فقدنا السيطرة على ما يجري داخل إيران. عندها سنحتاج إلى اتخاذ إجراء. ما هو؟ ضربة؟ من ينفذها؟ وأين؟ وما الأهداف؟ وهل أنتم واثقون من المعلومات التي لديكم؟ من المهم أن نبني أساسا متينا لموقفنا. لكنني أتفق مع جورج: إذا انتهكت إيران القانون الدولي، كما صيغ هنا، فلدينا الحق في إحالة المسألة إلى مجلس الأمن. (غ. م)

الرئيس:
الأمر لا يتعلق بالقانون الدولي وحده. لقد وافقوا على اتفاق باريس. يقلقني أن يوافقوا على شيء ثم يتراجعوا عنه. ما لا أفهمه هو عقليتهم – يوافقون على أمر دون أن يقصدوا الالتزام به. نحن بحاجة إلى فهم أوضح لهذا السلوك. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لن نتمكن من قراءة أفكارهم. (غ. م)

الرئيس:
لسنا بحاجة إلى قراءة أفكارهم. يكفينا أن نرى كيف يتصرفون. فلاديمير التقى الرئيس الإيراني، وقد نقل إلي وصفا لمحادثاتهما. (غ. م)

الرئيس بوتين:

الاتفاق الذي ذكرته لم يكن اتفاقا. الإيرانيون يقولون إنهم اتخذوا خطوة طوعية بشأن وقف التخصيب. (غ. م)

الرئيس:
هذا سؤال مهم. نحن نعتقد أنهم توصلوا إلى اتفاق مع الأوروبيين، وهذا ما يعتقده الأوروبيون. لقد قالوا: "نحن نوافق على هذا".  والآن يقولون إنهم لم يوافقوا، بينما كان الأوروبيون يظنون أنهم فعلوا. من الصعب فهم عقلية بلد يوافق (على أمر) وهو لا يعني الموافقة. هذا يثير قلقي. ليست لدينا أي قناة اتصال معهم، ولذلك نعتمد على الآخرين لمنع وصول الأسلحة إلى أيديهم. نحن بحاجة إلى مناقشة كيفية تحقيق ذلك. (غ. م)

الرئيس بوتين:

أجريت معه محادثة غير مريحة- طويلة وغير مريحة. (غ. م)

الرئيس:
كم استغرقت؟ (غ. م)

الرئيس بوتين:

ساعة وعشرين دقيقة. قلت له إنه إذا لم يواصل المفاوضات فسيدفع بلده إلى زاوية ويعزله. كيف سيخرج منها؟ (غ. م)

الرئيس:
إنهم يختبرون (العالم) ويجسون النبض. يبحثون عن الحلقة الأضعف. ويبدو أن ألمانيا هي الحلقة الأضعف في مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، فيتوجهون إليها. ثم يتوجهون إلى روسيا. أفهم أنهم حكومة جديدة، وأنهم "الوافد الجديد" إلى الساحة. لكن من يتخذ القرارات هو المجموعة ذاتها من الملالي غير المنتخبين. يجب أن يعرف (الرئيس الإيراني) حدود الحركة المتاحة له، وإلا فسنواجه كابوسا. الخيار العسكري سيئ، لكنه لا يمكن أن يُستبعد. شارون يفكر في الخيار العسكري. لو كنت أنا أو أنت مكان شارون، لكنا سنفكر في الخيار العسكري. الأسلحة النووية الإيرانية تخيف الإسرائيليين بشدة. يجب أن تنجح الدبلوماسية. هذه نقطة مهمة يجب تذكرها. إذا شعر شارون بأنه مضطر لضرب إيران، وعندها ستنفجر الأوضاع. لا أقول إن ذلك سيحدث، لكن ردود الفعل العسكرية الأكثر ترجيحا ستأتي من إسرائيل. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لكن ما الذي سيستهدفونه؟ (غ. م)

الرئيس:
إذا اعتقدوا أن هناك تخصيبا في نطنز، فسيكون ذلك أحد الأهداف. لكننا لا نحدد الأهداف لإسرائيل. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لكن ليس واضحا ما الذي تملكه المختبرات، ولا أين تقع. ولا يزال التعاون مع باكستان قائما. (غ. م)

الرئيس:
تحدثت مع (الرئيس الباكستاني برويز) مشرف بشأن ذلك. قلت له إننا قلقون من عمليات نقل إلى إيران وكوريا الشمالية. لقد وضعوا عبد القدير خان في السجن، وبعض رفاقه قيد الإقامة الجبرية. نريد أن نعرف ما قالوه. أواصل تذكير مشرف بذلك. إما أنه لا يحصل على شيء، أو أنه لا يصرح بما لديه. (غ. م)

الرئيس بوتين:

على حد علمي، وجدوا يورانيوم ذا منشأ باكستاني في أجهزة الطرد المركزي. (غ. م)

الرئيس:
نعم، المادة التي نسي الإيرانيون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها. وهذا خرق. (غ. م)

الرئيس بوتين:

كان من منشأ باكستاني. وهذا يثير قلقي. (غ. م)

الرئيس:
ويثير قلقنا نحن أيضا. (غ. م)

الرئيس:
لسنا بحاجة إلى مجموعة من المتطرفين الدينيين يمتلكون أسلحة نووية. وهذا هو النوع الذي يدير إيران اليوم. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لدي انطباع بأنهم اتخذوا قرارا. ذكرت هذا لجورج سابقا. لقد قالوا إنهم يريدون مواصلة المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث. وهذا أمر إيجابي. (غ. م)

الرئيس:
نحن نحرز تقدما في جهود تأمين المنشآت النووية وفي برنامج تفكيك أنظمة الأسلحة. والكونغرس يضغط علي باستمرار للإبقاء على هذه البرامج على مسارها. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لدينا موقف بسيط وواضح. نحن مستعدون للمضي قدما على أساس المعاملة بالمثل. عندما يزور خبراؤنا المواقع الأميركية، يُسمح لهم بالوصول إلى نقطة معينة ثم يقال لهم إنهم لا يستطيعون التقدم أكثر. سنفعل الشيء نفسه ونقرر إلى أي مدى سنسمح لكم بالوصول. علينا النظر في هذا الأمر. (غ. م)

الرئيس:
هل هناك مشكلة يا دون؟ (غ. م)

الوزير رامسفيلد:

ليس من جانبنا. (غ. م)

مستشار الأمن القومي هادلي:

الأمر يتعلق بوزارة الطاقة في الغالب. (غ. م)

الوزير رامسفيلد:

نحن لا نصنع الأسلحة ولا نفككها. نحن فقط نطلقها، أو نستعد لإطلاقها. (غ. م)

الرئيس:
إذن علينا التشاور مع مسؤول آخر- (وزير الطاقة الأميركي صامويل) بودمان. (غ. م)

الوزيرة رايس:

نحن مستعدون للمعاملة بالمثل. (غ. م)

الرئيس:
نحتاج إلى معايير موحدة. (غ. م)

الرئيس بوتين:

سمعت أنكم تطورون شحنة نووية صغيرة. سيكون من المغري دائما استخدامها. (غ. م)

الرئيس:
هل تتهمنا ببناء أسلحة نووية صغيرة؟  (غ. م)

الوزير رامسفيلد:

تحدثت مع سيرغي إيفانوف بشأن هذا. نحن نتحدث عن بناء أسلحة نووية صغيرة. نطلب من الكونغرس الإذن بأخذ أسلحة كبيرة ملوثة وتحويلها إلى أسلحة أصغر. هناك الكثير من الأنشطة التي تجري تحت الأرض. لا يمكنك الوصول إليها بالأسلحة التقليدية. لكننا لم نحصل على موافقة الكونغرس بعد. (غ. م)

الرئيس:
لقد كشف رامسفيلد كل أسرارنا. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لقد قرأت كل تلك الأسرار على الإنترنت. وقرأت أيضا كيفية صنع قنبلة نووية. (غ. م)

الرئيس:
علينا أن نلتزم الصمت. (غ. م)

الرئيس بوتين:

إن طرق استخدام هذه الأسلحة النووية ووسائلها تغير من نفسية الدول التي تمتلكها. يصبح استخدامها ممكنا، وإذا كانت أصغر قليلا أو أكبر قليلا، فمن سيهتم؟ ولكن هذا يحدث فرقا. (غ. م)

الوزير رامسفيلد:

لقد طرحت الحجة ذاتها التي يطرحها تيد كينيدي بشأن الأسلحة النووية الصغيرة. (غ. م)

الرئيس:
(مازحا حول مقارنته بالسيناتور الديمقراطي تيد كينيدي) هذه قريبا أكبر إهانة– بالنسبة إلي. هل نناقش كوريا الشمالية؟ موقفنا بسيط: لا مفاعل ماء خفيف، على الإطلاق. إذا بقينا متحدين، يمكننا إنجاز الاتفاق. الصين تفهم وتقبل موقفنا. وكذلك اليابان. لا يمكنك النجاح في المفاوضات إذا كنت تتفاوض مع نفسك. إذا تلقوا الرسالة ذاتها من الجميع، فسيكون ذلك جيدا. وإلا فلن يتحقق شيء. (غ. م)

الرئيس بوتين:

مواقفنا متطابقة. الكوريون الشماليون يهددون ويتراجعون، يدخلون ويخرجون، لكن مواقفنا واحدة ولا نريد أي ثغرات فيها. (غ. م)

الصفحة 7

الرئيس:
المسألة مسألة وقت فقط. اقتصادهم ينهار. (غ. م)

الرئيس بوتين:

إنهم يعدون برنامجا للإصلاح الاقتصادي، على غرار النموذج الصيني. (غ. م)

الرئيس:
لقد وضعوا عشرة برامج إصلاحية، والوضع يزداد سوءا. أشعر بالأسى تجاه شعب كوريا الشمالية. إنهم يتركون الناس يموتون جوعا. إنه أمر مؤلم، مؤلم للغاية، ومحزن إلى حد كبير. إنهم معزولون تماما. (غ. م)

الرئيس بوتين:

عندما زرت كوريا الشمالية، قال لي أفراد الحراسة في طريق العودة إنهم لا يريدون الذهاب إلى هناك مرة أخرى. (غ. م)

الرئيس:
أراهن أن بعض حراس كوريا الشمالية كانوا يرغبون في الهروب معك للوصول إلى الأرض الموعودة. (غ. م)

الرئيس بوتين:

لا، لم يفعلوا. قد يكون هناك كثير من المتطرفين هناك، لكن ليس الجميع كذلك. كنت عضوا في "الحزب الشيوعي". كنت أؤمن بأفكار الشيوعية. وكنت مستعدا للموت من أجلها. إنها رحلة طويلة نحو التحول الداخلي. الناس محصورون في الإطار الضيق الذي يعيشون فيه. وكثيرون صادقون فيما يؤمنون به. الكوريون الشماليون يعيشون عزلة أعمق مما عشناه نحن. إنهم أكثر عزلة مما كان عليه الاتحاد السوفياتي في عهد ستالين. الغالبية الساحقة مستعدة للموت. هذه ليست أوروبا الشرقية ولا ألمانيا الشرقية. ولأي تغيير جدي في الذهنية، لا بد من حدوث تقارب بين الشمال والجنوب. (غ. م).

الرئيس:
صحيح. (غ. م)

الرئيس بوتين:

عندما زرت إسرائيل لأول مرة، كانت تجربة كاشفة. قيل لي إنها دولة معادية، لكن ما رأيته كان مختلفا تماما. الأمر يحتاج إلى وقت. الناس في الشمال يحتاجون إلى رؤية ما يحدث في الجنوب. هذا سيحدث فرقا. علينا إشراكهم في المفاوضات من هذا المنطلق. (غ. م)

الرئيس:
أتفق معك. أنصحك بقراءة هذا الكتاب عن ألكسندر الثاني. إنه كتاب جيد. من المؤلف؟  (غ. م).

الوزيرة رايس:

رادجينسكي. (غ. م).

الرئيس بوتين:

نعم، إنه راوٍ بارع. (غ. م).

الرئيس:
إنه كتاب جيد فعلا. (غ. م).

الوزير لافروف:

أمر أخير فقط، لدينا تقرير مشترك بشأن القائمة الجديدة. (غ. م).

الرئيس:
علينا أن نقر القائمة الجديدة؟ حسنا. (غ. م).

الرئيس بوتين:

جيد. (غ. م).

نهاية المحادثة

Docid: 34685220 — NW#: 78134

font change