يمثل إعلان الحكومة الموازية محاولة لإعادة تعريف الحقيقة بمحاولة شرعنة الجريمة عبر تقديمها في طقوس الدولة. إنها مفارقة سودانية مأساوية تعكس انهيار منظومة القيم والسيادة، لدى أجزاء من النخبة السودانية
يقف السودان الآن على مفترق طرق مصيري. وانهيار الدولة ليس مجرد احتمال، بل خطر يلوح في الأفق، يهدد بابتلاع آمال الأمة في السلام والديمقراطية والعدالة التي رفعت شعاراتها ثورة ديسمبر
المؤتمر الرباعي المقرر في واشنطن، بضغوط الكونغرس الأميركي، يمكن أن يوفر فرصة تاريخية، لإنهاء حرب أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، شريطة التركيز على جذور الصراع، وتصحيح الروايات المغلوطة
حاولت وثيقة "صمود" تصوير الحرب على أنها امتداد للنضالات السودانية، وليست نتيجة أفعال "الدعم السريع" ومحاولته الانقلابية في 2023، بل تعكسها على أنها امتداد لصراع طويل
يبدو أن استراتيجية ميليشيا "قوات الدعم السريع" تتضمن استهداف البنية التحتية الحيوية بهدف الضغط على الحكومة والسكان المدنيين، وربما تقويض قدرتهم على الاستمرار من خلال تعطيل الخدمات الأساسية
مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، يتجلى عجز العالم أمام المأساة في أبهى صوره: تواطؤ تزينه لغة دبلوماسية متخشبة، ومجاملات جوفاء لا تقوى على ملامسة الحقيقة المروعة لهذه الحرب