حين يخرج المرء من القاعة وقد انطفأت الشاشة، يبقى وهج الصور حيا في عينيه وذاكرته، يهز أعماقه ويجعله يتساءل: هل ما شاهده واقع أم وهم؟ هنا يبدأ الفعل الفلسفي الحقيقي.
يصعب العثور في زمن التحولات العلمية على مؤلفات ثقافية، نقدا وفكرا وشعرا وفنا ورواية، تضاهي الزخم الفكري الذي نعثر عليه في كتب صدرت في سبعينات القرن العشرين.
البريكولور مثل الحرفي الذي يصنع أداة من خردة معدنية، أو مثل ساحر قبيلة يستخدم نباتات متاحة لخلق دواء دون معرفة كيميائية مسبقة. إنه ينتج عبر إعادة تدوير ما هو متاح.
منذ أن ظهر التحليل النفسي وهو يتعرض للنقد والتساؤل عن "قيمته العلمية"، وعما إذا استطاعت فرضياته أن تصمد أمام ما عرفه الطب النفسي وعلوم الجهاز العصبي من تطورات.
تدافع الفيلسوفة الكاتالونية مارينا غارثيس عن "تنوير جديد" لا يقوم على اليقين المطلق، بل على بناء المعرفة بشكل جماعي، من أجل حاضر ومستقبل قابليَن للعيش.
استئناف القول عند الفلاسفة يدل على أن الفكر لا ينطلق من نقطة صفر، إلا أنه لا يعني إحياء لما قيل ووقوفا عنده، وإنما عودا أبديا لا ينفك يربط ما قيل بما سيقال.
على إثر نشر مقالي في "الكذب في عالم سوء التفاهم" في موقع "المجلة" الغراء علق أحد الزملاء الذين أقدرهم وأعزهم متسائلا: "هل هناك جمهور يقرأ هذا الطرح العميق للأفكار في الصحف؟".
تُقارب رواية عبده وازن الجديدة التجربة الشخصية في تماس مباشر مع البعد الفلسفي للألم، وتصوغ حكاية ترتكز على الندبة التي تتركها التجارب، بعيدا من الاتكاء على الحدث وحده.