"ممرات خضراء" عابرة للقارات

يتناسب الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا تماماً مع توسع السكك الحديد ونمو البنية التحتية في المملكة العربية السعودية من ضمن رؤية 2030. واجتذبت المملكة، البلد الأكثر تصديراً للنفط في العالم، استثمارات في البنية التحتية من دول كبرى، بما في ذلك كبرى الشركات في شرق آسيا.
وعندما زار الأمير محمد بن سلمان كوريا الجنوبية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المنصرم، وقعت  مذكرة تفاهم بين شركة "هيونداي روتيم" الصناعية العملاقة ووزارة الاستثمار السعودية لبناء نظام للسكك الحديد لمدينة "نيوم" المستقبلية.
وتخطط المملكة لإضافة ثمانية آلاف كيلومتر من السكك الحديد إلى الشبكة الحالية التي يبلغ طولها ثلاثة آلاف و650 كيلومتراً.

وواجهت خطة السكك الحديد في دول المجلس تأخيرا لأسباب فنية وإدارية ولم يتم بناء سوى جزء من الشبكة التي يبلغ طولها ألفان و100 كيلومتر منذ إطلاقها قبل أكثر من عقد بتكلفة تقدر بأكثر من 15 مليار دولار.
ولم تقدم مذكرة التفاهم تفاصيل عن كيفية تطوير الممر وتمويله، لكنها أشارت إلى عزم المشاركين "الاجتماع خلال الأيام الـ 60 المقبلة لوضع خطة عمل ذات جداول زمنية والالتزام بها".

مذكرة سعودية - اميركية

وافادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، ان الرياض وواشنطن وقعتا مذكرة تفاهم ثنائية "تحدد أطر التعاون بين البلدين لوضع بروتوكولٍ يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات، من خلال موقع المملكة الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا".

ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط انابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

كما يهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ. وقالت الوكالة: "ترحب المملكة بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية لدعم وتسهيل التفاوض لتأسيس وتنفيذ هذا البروتوكول ليشمل الدول المعنية بممرات العبور الخضراء".

من جهته، قال البيت الأبيض في بيان: "تعتزم الولايات المتحدة وشركاؤها ربط القارتين بمراكز تجارية وتسهيل تطوير الطاقة النظيفة وتصديرها؛ وتمديد كابلات تحت البحر وربط شبكات الطاقة وخطوط الاتصالات السلكية واللاسلكية لتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء؛ وتمكين الابتكار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة المتقدمة؛ وربط المجتمعات بشبكة إنترنت آمنة ومستقرة".

وعلى طول مسار السكك الحديد، تعتزم الدول الشريكة "تمكين مد كابلات للربط الكهربائي والرقمي، فضلاً عن أنابيب لتصدير الهيدروجين النظيف"، وفق مذكرة التفاهم.

تهدف الولايات المتحدة وحلفاؤها في "مجموعة السبع"، من خلال الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالميين، إلى تقديم بدائل للبنية التحتية الضخمة التي تطورها الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق في آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.

ممر لوبيتو في أفريقيا

وأعلن بايدن عن خطة لتطوير ممر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يربط الاتحاد الأوروبي وأنغولا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وسيربط ممر لوبيتو جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية والشمال الغربي لزامبيا بالأسواق التجارية الإقليمية والعالمية عبر ميناء لوبيتو في أنغولا.

ووفقا لبيان صادر عن الموضوع، "يتعاون الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لدعم تطوير الممر، بهدف تسريع المشروع بالشراكة مع الدول الأفريقية الثلاث، بما في ذلك إطلاق دراسات جدوى لتوسيع خط السكك الحديد الجديد بين زامبيا وأنغولا".

ومع تطوير الصين سلسلة من المشاريع التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات في مناطق مختلفة، لا ترغب الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في التخلف في المنافسة الجيوسياسية الجديدة على البنية التحتية التي تستهدف كسب الحلفاء والأصدقاء.