غزة: لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية على مدار سبعة وأربعين يوما من الحرب على قطاع غزة، عن إكراه الفلسطينيين على الخروج من بيوتهم، من شمال قطاع غزة، إلى جنوبه. فنزح أكثر من 950 ألفا إلى مناطق أخرى في قطاع غزة، حسبما أوضحت إحصاءات الأونروا، وتتركز موجات النزوح نحو جنوب القطاع، اعتقادا من الناس بأن هذه الأماكن أقلّ خطرا، على الرغم من عدم التوقف عن استهدافها طوال أيام الحرب، فالكثير من البيوت دمِّر على رؤوس ساكنيه في مدينة رفح، وخانيونس، ومخيم النصيرات والبريج والمغازي، وهي المناطق التي حدّدها الاحتلال بأنها ليست أماكن للعمل العسكري، لكن الموت بفعل الحرب لم يتوقف في جميع أنحاء القطاع، حتى بعد إعلان الهدنة الإنسانية وعقد صفقة تبادل الأسرى.
جميع النازحين هربوا من بيوتهم تحت وطأة القصف الشديد، ولم يحملوا معهم إلا القليل من الملابس، التي سرعان ما أصبحت غير مناسبة في ظل تقلب الأجواء، واقتراب دخول فصل الشتاء، وبدء المنخفضات الجوية في قطاع غزة.
أزمة بضائع
في جنوب قطاع غزة، وهي المناطق النائية عن المركز، وبالتزامن مع إحكام الاحتلال الحصار على القطاع بأكمله، تضاعفت حدة الأزمة المعيشية لدى الناس، سواء من سكان الجنوب الأصليين، أو من النازحين من شمال القطاع ووسطه.