ب: المحاور السياسية المقترحة
الولايات المتحدة الأميركية
-تتمثل أولوية الولايات المتحدة في توفير الأمن للكيان الصهيوني وتأمين مصالحه واستهداف محور المقاومة وبسط هيمنتها على المنطقة حيث ما زالت الولايات المتحدة تنفذ سياسة زعزعة الأمن في المنطقة. إن سياسة استمرار الاحتلال في سوريا من قبل أميركا دليل واضح على عزم الولايات المتحدة على استمرار بسط سلطتها في المنطقة والحفاظ على الظروف السياسية الأمنية الحالية لصالح النموذج الأميركي.
-تمثل المقاومة الشعبية وتعزيز القوات المقاومة في المنطقة السبيل الوحيد للتخلص من تواجد المحتلين وذلك بسبب هيكلية الأمم المتحدة والدور والحضور الأميركي الكبير فيها.
أوكرانيا
-لقد تبنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفا مبدئيا في الأزمة الأوكرانية وهو معارضة الحرب وضرورة احترام مباديء القانون الدولي منها السيادة الوطنية والاستقلال وسلامة أراضي الدول ولزوم حل الخلافات سلميا. لقد تدخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ الأيام الأولى للأزمة من أجل العمل على إنهاء الحرب فأجرت مشاورات واسعة مع طرفي الحرب.
-بناء على اقتراح إيراني انعقدت مفاوضات ثنائية على مستوى الخبراء مع أوكرانيا لبحث المزاعم والاتهامات حول استخدام المسيرات الإيرانية في الحرب حيث أن الطرف الأوكراني لم ينجح في هذا الاجتماع في تقديم وثائق قابلة للاستناد عليها لإثبات مزاعمه.
العراق
-تتشارك إيران وسوريا مخاوف حول تواجد الجماعات الإرهابية في العراق. تقوم الجماعات الإرهابية في شمال العراق للأسف بدعم أميركي وصهيوني بتحركات تهدد الأمن القومي لدول الجوار حيث قامت الجمهورية الإسلامية في إطار الدفاع المشروع عن النفس بإجراءات للحد من نشاط هذه الجماعات.
-لقد أجرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مشاورات مكثفة مع المسؤولين العراقيين لعودة سوريا للجامعة العربية وتعزيز العلاقات السياسية بين دمشق وبغداد وطالبنا مرات عدة المسؤولين العراقيين بجهود أكبر لتعزيز الدور الإقليمي لسوريا وذلك في إطار الدعم للدور الإقليمي والدولي لسوريا.
اليمن
لقد رحبت ودعمت الجمهورية الإسلامية تنفيذ وتمديد وقف إطلاق النار في اليمن عمليا وإعلاميا ونستمر في المحاولات من أجل اسئناف وقف إطلاق النار. ما زلنا نعتبر بأن الخلافات المطروحة قابلة للحل ونسعى منع دخول الأزمة اليمنية إلى مرحلة جديدة وتصعيد القتال ونستغل الفرصة السانحة من أجل السعي لوقف إطلاق النار المستدام ورفع الحصار الإنساني بشكل كامل واستئناف المفاوضات السياسية.
الإمارات
الإشارة إلى أن الإمارات قامت بإصلاح بعض مواقفها خلال العامين الأخيرين حول قضايا المنطقة منها الموقف الإماراتي من الاضطرابات في إيران وعدم انسياقها وراء الدول الغربية والسعودية. وقامت وزارة الخارجية الإماراتية بهذا الصدد بتنديد الحادث الإرهابي في شاهجراغ وأن السفير الإماراتي اتخذ موقفا ملائما حول الاغتشاشات خلال لقائه مع مسؤولين إيرانيين. على المستوى الإعلامي فإن وسائل الإعلام الإماراتية (خاصة في دبي والشارقة) اتخذت موقفا أكثر اعتدالا من السعودية حول الاغتشاشات وإن تغطيتها الإعلامية حول التطورات الداخلية في إيران لم تكن استفزازية وواسعة خلافا للسعودية.
-إن إحدى الأهداف الهامة للجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات مع الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي هو زيادة الدعم السياسي والاقتصادي لصالح الجمهورية العربية السورية مما سيؤدى إلى تسريع عودة سوريا إلى الجامعة العربية وسيؤدي إلى جذب استثمارات الدول المطلة على الخليج الفارسي من أجل إعادة إعمار سوريا وتنميتها.
السعودية
لقد استضافت بغداد ٥ جولات من المفاوضات بين إيران والسعودية حتى الآن ونحن على استعداد لمواصلة المفاوضات من أجل الوصول إلى نتائج ملموسة وبناءة ونأمل بأن السعودية تدخل في الجولة الجديدة من المفاوضات بإرادة قوية وشفافة. سمعنا تصريحات إيجابية من وزير الخارجية السعودي خلال الأيام الماضية ونعتبر السعودية بأنها دولة تتمتع بالأهمية والتأثير في المنطقة. نرى بأن الحوار والمفاوضات السبيل الأفضل لحل المشكلات وذلك بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي لدينا بشأن السعودية.
-أحدى أهم أهدافنا هو بناء جسر بين الدول العربية والجمهورية العربية السورية من أجل أن تقوم تلك الدول بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لسوريا وذلك إلى جانب تطبيع العلاقات.
البحرين
-تريد الجمهورية الإسلامية أن تكون لديها علاقات جيدة مع كل دول الجوار الإسلامية منها مملكة البحرين بناء على مصالح البلدين.
-بناء على تصريحات العاهل وولي العهد في البحرين خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها البابا فرنسيس إلى المنامة حول سياست التسامح والحوار بين الأديان والمذاهب في البحرين نأمل بأن نشهد انفراجة في الظروف المعيشية وشؤون الشيعة في البحرين ونشهد ثمرة هذه السياسة التي ستؤدي إلى نجاح الحكومة والشعب في البحرين في المستقبل القريب.
ج- الملاحظات
-آخر التطورات في الحرب في أوكرانيا:
-لقد توقفت الاشتباكات البرية في مناطق عدة في دونباس تقريبا وذلك بالتزامن مع بدء فصل الشتاء وأن الطرفين يقومان بتجديد قواهما لاستئناف الهجمات الواسعة بعد موسم البرد.
-يسعى الجيش الروسي إلى تحميل أوكرانيا كلفة اقتصادية باهظة وإجبارها على المفاوضات وذلك من خلال الهجمات الصاروخية الواسعة التي تستهدف البنى التحتية ومنشآت الطاقة في أوكرانيا. تشير التوقعات من الطرف الأوكراني بأن الهجمات الصاروخية والمسيرات الروسية أدت إلى تدمير نحو ٥٠ بالمائة من منشآت الطاقة في هذا البلد.
-كان استخدام روسيا للمسيرات الهجومية لاستهداف المنشآت في أوكرانيا توقف مؤقتا ولكنه استؤنف منذ أكتوبر وأدى ذلك إلى خسائر كبيرة للقطاعات المختلفة حسب مزاعم الطرف الأوكراني. لقد تصاعدت مجددا الاتهامات ضد إيران بسبب هذه الموجة الجديدة الروسية من الهجمات بالمسيرات في مناطق مختلفة في أوكرانيا.
-لقد زعم الطرف الأوكراني بأنه أسقط ٤٠٠ مسيرة إيرانية من طراز شاهد حتى قبل بدء الموجة الجديدة من الهجمات الروسية بالمسيرات. لقد بدأت الحكومة الأوكرانية بخفض العلاقات الثنانية منذ سبتمبر بذريعة استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية وأبطلت أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أوكرانيا وقامت بخفض عدد الموظفين الدبلوماسيين للجمهورية الإسلامية في كييف وتستمر بإلغاء أو تعليق بعض الاتفاقيات الثنائية منها اتفاقيات للتعاون في قطاعات الفضاء والمصارف والأبحاث.
-اقترحت الجمهورية الإسلامية بعقد مفاوضات ثنائية مع الحكومة الأوكرانية بهدف مناقشة المزاعم المطروحة وذلك في إطار إدارة الحرب النفسية والاتهامات المطروحة من قبل وسائل إعلام غربية والحكومة الأوكرانية ضد إيران. انعقدت الجولة الأولى من المفاوضات في ١٤ نوفمبر بسلطنة عمان.
-تستمر التحركات الدبلوماسية لعدد من اللاعبين لإنهاء النزاع في أوكرانيا. تزعم المصادر الأميركية بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على كييف للعودة لطاولة المفاوضات مع روسيا وذلك بسبب كلفة الحرب الباهظة والقلق من توسيع رقعه الحرب. من جهة أخرى فإن هناك تقارير حول مفاوضات أمنية روسية وأميركية بشأن أوكرانيا. إضافة إلى ذلك فإن رؤساء جمهورية تركيا وفرنسا أجريا مفاوضات مع طرفي الصراع غير أن إمكانية اتفاق وقف إطلاق النار بعيدة بسبب مواقف الحكومة الأوكرانية.
كما أن دولا عربية في المنطقة بدأت تتحرك ليكون لها دور في الأزمة الأوكرانية منها مشاركة السعودية والإمارات في عدد من مبادرات تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل محادثاتهم في قصر سعد آباد بطهران في 19 يوليو 2022
ملاحظات الانتخابات التركية القادمة:
-تأمل حكومة الأسد في فوز الأحزاب المعارضة لأردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية وتتصور بأنها تنجح في إبرام اتفاق واسع معها بسبب تقارب الهوية بينها وبين العلويين في تركيا. من جهة أخرى فإن لأحزاب المعارضة لأردوغان في تركيا وخاصة حزب الشعب الجمهوري بزعامة السيد كمال كليجدار أوغلو تقارب كبير مع الاستراتيجيات الأميركية. كما أن آفاق الفوز الاحتمالي لأحزاب المعارضة لأردوغان ليست واضحة حتى اللحظة وأن تكهن بماذا سيفعل أردوغان في اليوم التالي من فوزه الاحتمالي في الانتخابات صعب.