كيف تناولت صحف إيران اغتيال قادة "الحرس الثوري" في سوريا؟

هل يعقل أن أنظمة "إس- 400" لا تعمل؟

EPA
EPA
نساء يقفن بجانب صورة سيد رضى موسوي خلال مراسم تشييعه بطهران في 28 ديسمبر 2023

كيف تناولت صحف إيران اغتيال قادة "الحرس الثوري" في سوريا؟

حظيت موجة الاغتيالات التي تشنها إسرائيل ضد قيادات "الحرس الثوري الإيراني" في سوريا باهتمام الصحافة الإيرانية. وكتب مصطفى أراني مقالا بعنوان "10 حقائق حول الهجوم الإرهابي في حي المزة"، في صحيفة "هفت صبح" (السابعة صباحا)، في عددها الصادر يوم 21 يناير/كانون الثاني، وجاء فيه:

"1- تعتبر منطقة المزة في دمشق منطقة هادئة وهي تقع بالقرب من القصر الرئاسي وفيها سفارات أجنبية عديدة وتحظى بتدابير أمنية مشددة.

2- لقد شهدت المزة يوم 20 يناير/كانون الثاني عملية إرهابية من قبل الكيان الغاصب راح ضحيتها خمسة من مستشاري الحرس الثوري منهم يوسف أوميد زاده الملقب بالحاج صادق وهو مسؤول وحدة الاستخبارات في فيلق القدس.

وأعلن الحرس الثوري في بيان له أن حجت الله أوميدوار، وعلي أغا زاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، قتلوا في هذه العملية.

وذكرت مصادر غير رسمية أن العملية أودت بحياة 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين غير أن البيانات الرسمية أشارت إلى قتل 4 أشخاص وإصابة شخص واحد.

3- لقد حصلت العملية نحو الساعة 11 قبل الظهر بالقرب من مسجد آل محمدي حيث استهدفت الصواريخ الإسرائيلية مبنى مؤلفا من 4 طوابق وتم تدمير المبنى بالكامل.

وقد تم الهجوم بواسطة صواريخ سبيس 1000 وهي صواريخ ذكية لا ترصدها أنظمة الدفاع الجوي القديمة ونظام الإنذار المبكر.

وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة فإن هذه العملية تشبه الهجوم الذي أدى إلى اغتيال السيد رضي موسوي مسؤول وحدة الإسناد لجبهة المقاومة في منطقة السيدة زينب قبل نحو 25 يوما".

الرد الإيراني هو المسألة الأهم خصوصا أن هذه هي العملية الإسرائيلية الثانية التي تستهدف قيادات عسكرية إيرانية خلال شهر

صحيفة "هفت صبح"

وأضاف أراني: "4- يقال إن المبنى المستهدف كان يستخدم كمحل مؤقت لعقد الجلسات العسكرية والأمنية ولم يكن مكان إقامة. 
ويسكن معظم المسؤولين الإيرانيين في منطقة السيدة زينب. ويقال إن الذين تم استهدافهم دخلوا إلى المبنى قبل ساعتين من الهجوم وذلك بهدف عقد جلسة هناك وأنهم دخلوا إلى سوريا 48 ساعة قبل وقوع الهجوم. 
5- لا نملك معلومات وافية حول الحياة الشخصية والعملية لمسؤول وحدة الاستخبارات في فيلق القدس غير أن منصة ديسكورد نشرت في يونيو/حزيران 2023 وثائق استخباراتية وعسكرية أميركية تشير إلى أن وكالة الاستخبارات الأميركية تتوقع تصعيد الهجمات الإيرانية ضد القوات الأميركية في سوريا.

AFP
جنود أميريكيون يقومون بدورية شرق مدينة القامشلي السورية في 24 يناير

6- الرد الإيراني هو المسألة الأهم بعد هذه الاغتيالات خصوصا وأن هذه هي العملية الإسرائيلية الثانية التي تستهدف قيادات عسكرية إيرانية خلال شهر وأن إسرائيل قتلت 6 من أعضاء الحرس الثوري في سوريا خلال العام الإيراني الحالي (بدأ يوم 21 مارس/آذار 2023). ويعتقد كثير من المراقبين أن إيران ستتخذ خطوات انتقامية مدروسة أكثر، وذلك بعد التداعيات الناتجة عن هجماتها على أربيل وباكستان غير أن فئة من رواد الشبكات الاجتماعية تتحدث عن ضرورة القيام بعملية انتقامية بأسرع وقت. على سبيل المثال يقول علي رضا تقوي نيا (الخبير في شؤون غربي آسيا) بأن رد الحرس الثوري يجب أن يضع حسابات إسرائيل في مهب الريح ويجب أن يتم استهداف عناصر الموساد في أماكن يتصورها قادة الكيان الصهيوني بأنها آمنة.
7- يجب أن يكون رد الحرس الثوري رادعا حيث ينبغي قتل شخص لا يخطر ببالهم بأنه سيستهدف وفي مكان لا يخطر ببالهم. لقد تساءلت فئة من القوى الثورية لماذا لم تقم أنظمة الدفاع الجوي السورية والتي تشرف عليها روسيا بإحباط هجوم المزة. ويتساءل علي قلهكي أحد نشطاء التيار الأصولي في منصة "إكس": من يشرف على غالبية الدفاعات الجوية السورية؟! فهل يعقل أنها لم تكن تعمل كما حصل في عملية (قتل) السيد رضي حيث لم تعمل حينها أنظمة (إس 400)؟".

إذا لم تستطع الحكومة السورية شن هجمات على الأراضي المحتلة واستهداف الصهاينة فما جدوى بقاء المستشارين الإيرانيين هناك؟

صحيفة "هفت صبح"

وتابع أراني: "8- لقد انتقد البعض الآخر النظام السوري. على سبيل المثال کتبت قناة "مكشوفات" التابعة للتيار المحافظ على تليغرام: إذا لم تستطع الحكومة السورية شن هجمات على الأراضي المحتلة واستهداف الصهاينة فما جدوى بقاء المستشارين الإيرانيين هناك؟ يجب أن لا نبقي القادة العسكريين الإيرانيين هناك ونجعلهم أهدافا متحركة للصهاينة... يجب أن يعلم بشار الأسد بأنه لا يجب أن نتحمل نحن فقط كلفة الوجود الإيراني في سوريا، فإما أن يقدم بشار الأسد كل التسهيلات لنا لنقوم بالهجمات الصاروخية وبالمسيرات وإما سنترك سوريا من أجل الحفاظ على سلامة قواتنا. 
9- هناك فئة من التيار الأصولي تعتقد أن إسرائيل تلقت صفعة من الهجمات الصاروخية على أربيل وبالتالي كان ردها من خلال اغتيال مستشارين في سوريا. لقد تطرقت قناة المحلل على تليغرام إلى عملية المزة وقالت إن التخطيط التكتيكي لعملية المزة وعملية أربيل يتمتع بنقاط تشابه تحمل دلالات حول أن هجوم المزة كان ردا على هجوم أربيل. لقد استهدف الهجوم الإسرائيلي مبنى كانت تعقد فيه جلسات أمنية- عسكرية في منطقة أمنية تضم سفارات أجنبية على غرار سفارة لبنان ومكتب الأمم المتحدة. كما أن الهجوم على مركز الموساد وقع في منطقة سرية قريبة من قنصلية الولايات المتحدة في أربيل. وهذه إحدى نقاط التشابه بين الهجومين. إن الهجوم في المزة أدى إلى مقتل قائد ونائبه ومعاونيه في وحدة الاستخبارات وهذا يشبه إلى حد كبير المستهدفين في هجوم أربيل الذي أدى إلى مقتل قائد في الموساد و3 أشخاص آخرين وشخصين في قطاع الإسناد شمالي العراق. لقد وقع الهجوم في المزة بعيد ساعات من دخول المستهدفين إلى المبنى مما يشير إلى انكشافهم أمام إسرائيل.

AFP
خلال تشييع محمد أمين الصمدي، الذي قُتل في دمشق بغارة إسرائيلية في 20 يناير، بالعاصمة الإيرانية في 22 يناير

لقد تم استهداف ضباط الموساد في أربيل بعيد دقائق من دخولهم إلى المبنى. ولا يبدو استهداف مبنى بثمانية صواريخ من قبل إسرائيل منطقيا إلا إذا كانت عملية إسرائيل في المزة ردا على استهداف المبنى العسكري للموساد في أربيل بأحد عشر صاروخا ومسيرتين. 
10- يقول الصحافي والخبير الإصلاحي أحمد زيد آبادي بأن شبح الحرب بدأ يقترب، وأضاف أن عملية الاغتيال في المزة تدل على أن الحرب بدأت تزحف أكثر فأكثر في أرجاء الشرق الأوسط. إما أن يتم إيجاد حلول لكل الصراعات في المنطقة في إطار حل شامل وإما أن تنتشر الحرب في كل الشرق الأوسط".

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "همشهري" تقريرا بعنوان: "اغتيالات سببها اليأس" يوم 21 يناير/كانون الثاني، وتساءل التقرير: "لماذا لجأت تل أبيب إلى اغتيال قيادات فيلق القدس؟"، قائلا: "أظهر (استشهاد) أربعة من المستشارين العسكريين للحرس الثوري في سوريا إثر غارة مقاتلات الكيان الصهيوني مرة أخرى بأن تل أبيب التي منيت بفشل ملحوظ في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة لجأت إلى خلق إنجازات وهمية من خلال الاغتيالات".

تل أبيب تسعى جاهدة إلى استعادة هيبتها التي خسرتها بسبب إخفاقاتها المتتالية أمام "محور المقاومة" بعد "طوفان الأقصى"

صحيفة "همشهري"

وأضاف التقرير: "يرى المراقبون أن الصهاينة يحاولون توسيع دائرة الحرب إلى كل أرجاء المنطقة من خلال الاستهدافات المتزامنة لقيادات المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة وجر القوى الأجنبية خاصة الولايات المتحدة إلى لعب دور أكثر تأثيرا في حرب غزة. لقد قام الكيان الصهيوني خلال الأسابيع الأخيرة بحملة اغتيالات شملت صالح العاروري ورضي موسوي ووسام الطويل، بهدف استهداف العقول المدبرة للمقاومة والهروب من إخفاقاته في المنطقة". 
وإذ اعتبر أن "هذه الاستراتيجية لم تنفع تل أبيب حتى اللحظة"، أشار إلى أن المراقبين يرون أن "تل أبيب تسعى جاهدة إلى استعادة هيبتها التي خسرتها بسبب إخفاقاتها المتتالية أمام محور المقاومة بعد طوفان الأقصى، ولذلك بدأ بعض المسؤولين الأمنيين في تل أبيب الحديث علنا عن اغتيال قيادات المقاومة".
وتابع: "كان حجت الله أوميدوار أحد المستشارين المعروفين للحرس الثوري في سوريا بسبب دوره وتأثيره الخاص على تطورات المنطقة حيث وضعه المعسكر الأميركي- الصهيوني على قائمة الاغتيالات منذ فترة. وتشير عمليات الاغتيالات التي شهدتها المنطقة بدءا من سوريا مرورا بلبنان والعراق إلى توزيع الأدوار بين واشنطن وتل أبيب لاستهداف قادة محور المقاومة في المناطق المختلفة".

الأميركيون يعرفون "الحاج صادق"

ولفت التقرير إلى أن الأميركيين يعرفون الحاج الصادق جيدا لأنه عمل جاهدا على تقليص الأنشطة العسكرية والأمنية الأميركية في سوريا. وأضاف: "أشارت تقارير إعلامية أميركية إلى دور أوميدوار في سوريا، وقالت (واشنطن بوست)، في تقرير لها في الأول من يونيو/حزيران 2023 بأن أوميدوار هو العقل المدبر للهجمات على القوات الأميركية...". وتابع: "يأتي مقتل 4 من كبار مستشاري الحرس الثوري في سوريا على يد الكيان الصهيوني في الوقت الذي قامت تل أبيب خلال الأعوام الأخيرة باغتيال عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين الموجودين في سوريا بناء على دعوة الحكومة السورية للمساعدة في مكافحة الإرهاب... وتشمل قائمة الاغتيالات الإسرائيلية عددا من قيادات الحرس الثوري على غرار الجنرال محمد علي الله دادي المستشار العسكري الإيراني في سوريا الذي قضى في هجوم صاروخي إسرائيلي على سيارة كانت تقله من لبنان إلى سوريا، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل 4 أشخاص آخرين، منهم ابن الشهيد عماد مغنية في القنيطرة يوم 18 يناير/كانون الثاني 2015. وأدت غارة إسرائيلية على مطار تيفور في محافظة حمص إلى مقتل 7 من المستشارين العسكريين الإيرانيين. كما قتل مرتضى سعيد نجاد وإحسان كربلايي بور وهما مستشاران عسكريان إيرانيان في هجوم مقاتلات إسرائيلية على ريف دمشق يوم 8 مارس/آذار 2022. وقتل محمد علي عطايي شورجه، وبناه تقي زاده، وهما مستشاران عسكريان في سوريا أثناء أداء مهمة استشارية من قبل الكيان الصهيوني يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2023. وقتل رضي موسوي أحد كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا ورفيق قاسم سليماني في غارة إسرائيلية يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2023. وقتل حجت الله أوميدوار خلال غارة إسرائيلية في منطقة المزة في دمشق 20 يناير/كانون الثاني 2024".

هل يجب أن نثق بالروس الموجودين في سوريا؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة ولكن يجب أخذ كل الاحتمالات في الاعتبار

صحيفة "جمهوري إسلامي"

"هل روسيا متورطة في اغتيال القيادات الإيرانية في سوريا؟"، هذا عنوان التقرير المنشور في صحيفة "جمهوري إسلامي". وجاء فيه: "القيادات وكبار المستشارين الإيرانيين الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة في الهجمات الصاروخية للكيان الصهيوني ليسوا مجرد أشخاص عاديين بل كانوا رأس المال البشري بكفاءاتهم وتجاربهم الطويلة، وجاء استهدافهم بناء على دراية الصهاينة بمدى كفاءتهم. يجب أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا للحفاظ على أرواح هذه الكفاءات البشرية في هذه الظروف الحرجة؟ إن السؤال الأول لماذا أخفقت أنظمة (إس-400) الروسية التي تشرف على أنظمة الدفاع الجوية السورية في رصد وإحباط الهجمات الإسرائيلية على منطقة الزينبية ومنطقة المزة في دمشق؟ هل يجب أن نتوقع من الروس أن يقوموا بحماية أنفسهم فقط في سوريا؟ كما أن الروس لم يتعرضوا لهجمات الكيان الصهيوني في سوريا بسبب علاقاتهم الجيدة مع الكيان. فلماذا نصب الروس أنظمة دفاع جوية متطورة على غرار (إس-400) في سوريا؟ ومتى يريد الروس استخدامها؟... السؤال الثاني: من الذي قدم المعلومات الدقيقة حول مكان وجود المستشارين والموعد الدقيق لاجتماعهم ووجودهم في المزة والزينبية للصهاينة؟ إذا تصورنا أن الموساد يتمتع بقوة هائلة وبإمكانه الحصول على مثل هذه المعلومات فهذا تكبير لحجم الموساد. أو بالأحرى يجب أن نطرح السؤال بالشكل التالي: من هم جواسيس الصهاينة المتوغلون بين القوات الإيرانية؟ من المستبعد أن يكون هناك عناصر إيرانية هي التي قدمت تلك المعلومات إلى الصهاينة، فلذلك يجب أن نبحث عن جواسيس العدو بين غير الإيرانيين أي السوريين والروس".

خديعة روسية

وأضاف: "هل يجب أن نثق بالروس الموجودين في سوريا؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة ولكن يجب أخذ كل الاحتمالات في الاعتبار. لقد تلقينا ضربات من دول كنا نثق بها. فهل يمكن نسيان الأكاذيب التي كانت تطلقها جارتنا الشمالية حول الصداقة مع الجمهورية الإسلامية إبان قيام الثورة من جهة وقيامها بتعاون استخباراتي ودعم بالأسلحة لصدام حسين وحزب البعث؟ كيف يمكن أن ننسى كيف خدعنا الروس في قضية حرب أوكرانيا؟ وكيف يمكن أن ننسى مطالبات الروس بحصتهم في سوريا بعد إخماد نيران "داعش"؟ إلى متى نستمر في التفاؤل المفرط وعدم تبني الواقعية؟" 
وأردف: "يقوم الكيان الصهيوني بتصفية كفاءاتنا البشرية بسرعة كبيرة ونحن نتحدث دوما عن الانتقام فقط! وإذا افترضنا أننا نجحنا في الانتقام منه، ولكن هل نستطيع سد فراغ هذه الكفاءات البشرية؟ يبدو أن مهمتنا الرئيسة حاليا هي تمكين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية من منع الاختراق. لقد تلقينا ضربات مؤلمة من هذه الاختراقات خلال الأعوام الأخيرة ومن الضروري أن نضع حدا لها وهذا أمر لا يتحقق بالشعار بل بسياسات عملية دقيقة وسريعة تمنع الاختراقات".

لو أرادت إسرائيل تحقيق موازنة الرعب لما أقدمت على هذا الهجوم الدقيق والميداني والمباشر بل كان يكفيها أن تشن غارات على أهداف المقاومة

صحيفة "شرق"

هذا وقد نشرت صحيفة "شرق" تقريرا بعنوان: "تل أبيب وسكك النار" في 21 يناير/كانون الثاني. وتطرق التقرير إلى الهجوم في المزة بدمشق ومقتل قيادات من الحرس الثوري. وقال وحيد بياني، محلل شؤون غرب آسيا في حوار مع "شرق" حول هذه الهجمات الإسرائيلية: "إن إسرائيل تريد جر إيران إلى حرب مباشرة... تريد إسرائيل استفزاز إيران بكل الطرق لجرها لحرب مباشرة خاصة بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على الإرهابيين في إقليم كردستان العراق وسوريا. يجب على إيران التصرف بذكاء ودقة فائقة وتبني سياسة مرنة تأخذ في الاعتبار موازنة الرعب وموازنة القوى حيث لا تأخذنا التطورات إلى حرب مدمرة ومباشرة على البلاد. يجب أن لا ننسى أن جو بايدن في عام الانتخابات أي إنه لا يستطيع التخلي عن دعمه المباشر لإسرائيل كما أن توسيع نطاق المواجهة في المنطقة ليس في مصلحته في الانتخابات الرئاسية".

AFP
رجال أمن يقومون بتفتيش أنقاض مبنى مدمر من جراء الغارة الإسرائيلية التي قتلت أعضاء في "الحرس الثوري" بدمشق في 20 يناير

ويعتقد المحلل السياسي مجتبى رحيمي نيا خلال حواره مع "شرق" أن "استهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين من قبل إسرائيل في سوريا بعد أيام قليلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إقليم كردستان العراق وسوريا يشير إلى أن تل أبيب لا تنوي جر إيران إلى حرب مباشرة بل إلى تحقيق موازنة الرعب. وقد أراد الحرس الثوري من خلال استهداف سوريا بصواريخ (مدمر خيبر) إرسال تحذير غير مباشر إلى إسرائيل التي فهمت فحوى الرسالة الصاروخية الإيرانية تجاه سوريا. فأرادت إسرائيل من جهتها تحقيق موازنة الرعب". وأضاف وحيد بياني: "لا أعتقد أن إسرائيل كانت تنوي تحقيق موازنة الرعب بعد الهجوم الإيراني بصواريخ (مدمر خيبر). لو أرادت إسرائيل تحقيق موازنة الرعب لما أقدمت على هذا الهجوم الدقيق والميداني والمباشر بل كان يكفيها أن تشن غارات على أهداف المقاومة".
وقال: "جاءت الغارة الإسرائيلية التي نفذت بشكل دقيق نتيجة مجهود استخباراتي لاغتيال مستشارين عسكريين إيرانيين مما يعني أن تل أبيب تخطط لجر إيران إلى حرب مباشرة".

font change

مقالات ذات صلة