في الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بيروت لا تعتزم نزع سلاح ميليشيا "حزب الله" الشيعية المدعومة من إيران بالقوة، في إطار سعي الدولة إلى احتكار السلاح. وأوضح عون بدلا من ذلك، أن "حزب الله" سيُقنع بالتخلي عن سلاحه طوعا عبر الحوار والمفاوضات. كما أشار إلى إمكانية دمج مقاتلي الميليشيا في الجيش اللبناني في مرحلة لاحقة.
ومن المرجح أن ترفض كل من الولايات المتحدة وإسرائيل هذه المقاربة التي تتفادى مواجهة دامية محتملة، وقد تقوض التقدم الواعد الذي أحرزه لبنان في مسعاه لاستعادة سيادته.
لا شك في أن الرئيس عون يواجه موقفا بالغ الصعوبة. فبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأنهى الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، تعهدت الحكومة اللبنانية بتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم 1701 و1559، اللذين ينصان على نزع سلاح جميع الميليشيات في مختلف أنحاء البلاد. من جانبه، قبل "حزب الله" على مضض فكرة خسارة أصوله في جنوب البلاد، جنوب نهر الليطاني، غير أنه رفض نزع سلاحه في المناطق الأخرى.
منذ توقيع وقف إطلاق النار في نوفمبر، تولى الجيش اللبناني تنفيذ التزاماته من خلال مصادرة أسلحة الميليشيا وتفكيك بنيتها التحتية على الحدود مع إسرائيل. إلا أن بيروت، وبسبب نقص عدد الجنود ومخاوفها من اندلاع حرب أهلية طائفية جديدة، امتنعت عن التحرك ضد ترسانة "حزب الله" شمال الليطاني.
في المقابل، وبما يتماشى مع شروط وقف إطلاق النار من وجهة النظر الإسرائيلية، تواصل إسرائيل استهداف أصول "حزب الله" وعناصره في مختلف أنحاء البلاد.