شهدت محافظات سورية استنفارا كبيرا لقوى الأمن العام والجيش السوري يوم الخميس 24 أبريل/نيسان، وذلك نتيجة معلومات حصل عليها جهاز الاستخبارات عن هجوم محتمل لـ"فلول النظام وبقايا الميليشيات الإيرانية" من جهة، وخلايا "داعش" من جهة أخرى.
وتزامن الاستنفار مع اشتباكات حصلت داخل مدينة حمص، وقيام "حزب الله" اللبناني بإطلاق قذائف مدفعية من الأراضي اللبنانية تجاه نقاط الجيش العربي السوري في منطقة القصير بريف حمص، وانفجار سيارة مفخخة ببلدة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا أدت إلى إصابة 8 سوريين بجروح.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "المجلة"، من مصادر في الأمن العام السوري، فإن وزارتي الداخلية والدفاع أوعزتا إلى قواتها برفع حالة الجاهزية في كل من دمشق، وحمص، ومناطق الساحل، والمناطق القريبة من البادية السورية، وطُلب من الحواجز تكثيف عمليات التدقيق على البطاقات الشخصية وتفتيش السيارات، خصوصا تلك التي تعود لأشخاص لبنانيين أو عراقيين. أضافت المصادر أن قوات حرس الحدود على الشريط الحدودي مع لبنان والعراق رفعت الجاهزية، كما تم نشر قوات للأمن العام في شوارع كل من دمشق، والمدن الساحلية، ودير الزور، وحمص، وحماة، وتدمر، والقريتين لضمان استتباب الأمن ومنع أي محاولة لزعزعة الاستقرار.
وبحسب المصادر، فإن المعلومات التي وصلت لوزارة الدفاع والاستخبارات تُفيد بوجود خطر هجمات محتملة من قبل فلول النظام، وعناصر مرتبطين بـ"حزب الله" والميليشيات الإيرانية، وتنظيم "داعش" في البادية وحمص، وهو ما استدعى رفع الجاهزية لمنع حدوث هذه الهجمات، إضافة إلى إطلاق طيران استطلاع تابع لوزارة الدفاع في محيط دمشق، وحمص، والمناطق الساحلية لرصد أي تحرك لهذه القوى.
تنسيق بين "فلول النظام" و"حزب الله"
شهدت مدينة حمص مساء الخميس 24 أبريل اشتباكا في حي وادي الدهب بحمص بين عناصر الأمن العام والعميد الطيار علي شلهوب، وذلك بعد مهاجمة العميد- المُتهم بارتكاب جرائم بحق السوريين- عناصر الأمن العام أثناء محاولة اعتقاله، وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه "بعد إصابة عدة عناصر من الإدارة تم التوجيه بتحييده لما لمحاولة اعتقاله من خطر على أرواح المدنيين في المنطقة وعناصر إدارة الأمن العام"، تزامن ذلك مع إطلاق نار في عدة أحياء من حمص.
على جبهة أخرى قريبة، قال مسؤول في وزارة الدفاع إن "حزب الله" اللبناني أطلق "عدة قذائف مدفعية من أراضي دولة لبنان، تجاه نقاط الجيش العربي السوري في منطقة القصير غرب حمص"، وردّت قوات الجيش السوري "باستهداف مصادر النيران، بعد رصد المواقع التي خرجت منها القذائف الصاروخية والتي بلغ عددها 5 قذائف"، بحسب المسؤول العسكري الذي أضاف لوكالة "سانا" أن وزارة الدفاع "تتواصل مع الجيش اللبناني من أجل تقييم الحدث، وقمنا بإيقاف استهداف مصادر النيران داخل الأراضي اللبنانية بطلب من الجيش اللبناني، بعد أن تكفل بتمشيط وملاحقة المجموعات الإرهابية المسؤولة عن استهداف الأراضي السورية".
بحسب معلومات "المجلة"، فإن "القذائف التي أطلقها (حزب الله) اللبناني نحو الأراضي هدفها تشتيت انتباه قوات أمن الحدود والجيش السوري أثناء محاولتها إفشال عملية تهريب كان يُنفذها مهربون لبنانيون على الحدود السورية اللبنانية انطلاقا من ريف حمص. وعملية التهريب تلك كانت تنقل أسلحة من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية لصالح (حزب الله) اللبناني بالتنسيق مع فلول النظام والمهربين".
ويحاول "حزب الله" اللبناني منذ سقوط النظام السوري نقل كل مخازن الأسلحة الخاصة به، والتي تحتوي على أسلحة كان يمتلكها "الحزب" سابقا في سوريا، إضافة إلى تلك التي كانت تتبع للنظام وقام عناصره المرتبطون بـ"الحزب" بالسيطرة عليها قبل أن تصل إليها يد الحكومة السورية. ويعتمد "حزب الله" اللبناني لتهريب هذه الأسلحة على شبكات تهريب معقّدة في مناطق الهرمل والقاع، وهي مناطق تعتبر مراكز نفوذ لـ"الحزب" على الحدود السورية، بينما يساعده من الجانب السوري الشبكات التي شكلها "الحزب" بالتعاون مع نظام الأسد والتي ما زالت تعمل لصالح "الحزب" إما مقابل المال أو نتيجة ترابط أيديولوجي مع "حزب الله".