بعد مسيرة امتدت لقرابة نصف قرن، أعلن حزب العمال الكردستاني "حل نفسه" و"إنهاء الكفاح المسلح". ففي مؤتمر استثنائي عُقد في معسكر الحزب بجبال قنديل الواقع في المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وإيران، بين 5-7 من الشهر الجاري، استجابة لدعوة زعيمه المُعتقل عبد الله أوجلان، ضمن سياق الدعوة التي وجهها زعيم الحركة القومية التركية دولت بهجلي أواخر العام الماضي، والتي تمهد حسب المراقبين إلى إيجاد "حلول سياسية" للمسألة الكردية في تركيا، استباقا لما تصنفه أوساط "الدولة العميقة" في تركيا تحولات إقليمية جذرية في المنطقة.
جدال داخلي
إعلان "حزب العمال الكردستاني" جاء عقب أسابيع من المداولات السياسية الصاخبة التي شهدتها تركيا. ففي الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي تقدم زعيم الحركة القومية التركية بهجلي من كتلة حزب "ديمقراطية الشعوب" المؤيد للحقوق الكردية ضمن البرلمان التركي وصافح أعضاء الحزب، بعد سنوات كثيرة من المقاطعة الجذرية والصراع المحتدم بين الحزبين، ما اعتبره المراقبون دلالة على تحول سياسي جوهري في البلاد. وبعد أيام قليلة، وجه رئيس الحركة القومية التركية نداء إلى زعيم حزب "العمال" عبد الله أوجلان، مطالبا إياه بالقدوم إلى البرلمان وإعلان حلّ الحزب وإيقاف الكفاح المسلح.
أحدث التصريح "زلزالا" سياسيا في تركيا. فالحكومة والرئيس أردوغان أظهرا تحفظات متتالية على دعوة بهجلي، لكن الأخير، وبصفته "ممثلا عن الدولة العميقة في تركيا" كما هو متداول، أكد أن مسألة العلاقة مع "العمال الكردستاني" تتعلق بـ"الدولة التركية وليس الحكومة". على أثر ذلك تشكلت لجنة من حزب "الشعوب الديمقراطية" المؤيد لحقوق الأكراد، واجتمعت مع زعيم الكردستاني أكثر من مرة، وقالت الأنباء إنها سافرت إلى جبال قنديل واجتمعت بالقيادة الميدانية لـ"الكردستاني".