على مدى الأسبوعين الماضيين، أبقى الرئيس دونالد ترمب إسرائيل في حالة ترقب. فالرئيس فاجأ الحكومة الإسرائيلية في مناسبات متكررة، ما أدى إلى تصاعد القلق بين قادة البلاد في الكواليس، بهدوء ربما، لكنه كان ملموسا بما لا يدع مجالا للشك.
بدأت الصدمة عندما أعلن ترمب عن وقف غير متوقع لإطلاق النار مع الحوثيين، الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران، وذلك بعد لحظات فقط من شنّ إسرائيل ضربة كبيرة على مطار صنعاء ردا على هجوم صاروخي حوثي استهدف مطار بن غوريون الإسرائيلي. ووفقا لتقارير عديدة، لم تتلقّ إسرائيل أي إشعار مسبق بهذا الإعلان. وسرعان ما تبيّن أن الاتفاق لم يتضمّن أي إشارة إلى وقف الهجمات الحوثية على إسرائيل، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم
لكن هذه لم تكن سوى البداية.
مع زيارة الرئيس إلى الخليج العربي، استمرت مفاجآته لإسرائيل. وبلغت هذه المفاجآت ذروتها بلقاء جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع، الذي طالما صوّرته إسرائيل كتهديد لأمنها ووكيل لتركيا. وزاد الطين بلّة أن ترمب أشاد مجددا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما زار وزير الخارجية ماركو روبيو تركيا خلال الرحلة رسميا لمناقشة ملف أوكرانيا، ولكن من المحتمل أن تكون المباحثات قد تجاوزت ذلك.
ولم يكتفِ ترمب بوصف أحمد الشرع بأنه "شخص جذاب للغاية"، بل أعقب ذلك بإعلان مفاجئ عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وسط ذهول الجانب الإسرائيلي. ولم يسبق هذا القرار أي مؤشرات، حتى في الأيام التي سبقت الإعلان، على نية الإدارة الأميركية اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية، التي حافظت على موقف حازم تجاه الشرع، ترى في العقوبات أداة حيوية ينبغي الحفاظ عليها لضمان النفوذ تجاه دمشق، بدلا من التخلي عنها. غير أن القرار عكس بوضوح رغبة الرئيس الأميركي في الدفع نحو مسار تطبيع بين إسرائيل وسوريا.