شهدت علاقات إسرائيل مع حلفائها الغربيين تدهورا جديدا في أواخر مايو/أيار، عندما اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادة فرنسا وبريطانيا وكندا بـ"تشجيع حماس". وجاء ذلك عقب إصدار الحكومات الثلاث بيانا مشتركا وصفت فيه حكومة نتنياهو بـ"الفظيعة"، بعد أن تعهدت بـ"السيطرة" على قطاع غزة بالكامل.
وهدد البيان باتخاذ "إجراءات ملموسة أخرى" إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية. وتشير نبرة البيان وردّ نتنياهو عليه إلى التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحلفائها الغربيين، باستثناء الولايات المتحدة. فبينما كانوا في السابق متضامنين معها، باتوا الآن أكثر استعدادًا للتنديد والنقد، مع اتساع رقعة حرب غزة على نحو يبدو بلا نهاية، وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين. فهل يشير هذا التصعيد إلى ما هو أكثر من مجرد تبدل في الخطاب؟ وهل يمكن أن تتحول "الإجراءات الملموسة" التي يتوعد بها القادة الغربيون إلى واقع فعلي، وهل ستكون ذات أثر حقيقي؟
علاقات متوترة
جاء البيان المشترك لكل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في أسبوع شهد تحوّلا ملحوظا في خطاب الحكومات الغربية تجاه إسرائيل. فبعد البيان بوقت قصير، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم على مراجعة اتفاقية الشراكة للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وفي إعلانها عن القرار، طالبت رئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إسرائيل باتخاذ إجراءات جدية بشأن المساعدات الإنسانية، ووصفت الوضع بأنه "كارثي".