مرت الدول العربية بأزمات وكوارث سياسية وأمنية أودت ربما بحياة ملايين البشر، وألحقت دمارا بالبنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية، فضلا عن الأسواق والمتاجر والمؤسسات والمساكن الخاصة. تركزت هذه المآسي في بلدان المشرق العربي، تحديدا في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق، كما امتدت في العقود الأخيرة إلى ليبيا والسودان.
عانى لبنان من حرب أهلية مدمرة استمرت خمسة عشر عاما (1975-1990)، وقوضت ذلك البلد الجميل بمختلف مقوماته. وعلى الرغم من توقف الحرب، فإن تداعياتها استمرت بتدخلات إقليمية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي الذي انتهى في عام 2000، ثم عادت الحرب في عام 2006.
لكن الأمور المفجعة حلت في السنوات الأخيرة بعد "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين تعرض لبنان إلى موجة جديدة من الدمار والموت المجاني ومن دون مبررات مقنعة. كما أن البلاد تدهورت اقتصاديا وفقدت مكانتها كمركز مالي بعد أن فشلت السلطات في الحفاظ على الثقة بالنظام المصرفي الذي عجز عن الوفاء بالتزاماته تجاه المودعين والعملاء.
منذ عام 2011، دخلت سوريا في دوامة من الصراع الداخلي بعد احتجاجات شعبية مشروعة طالبت بالإصلاح، لكن النظام تعامل معها بوحشية وعنف مما أدى إلى تصعيد النزاع، ومقتل ما يزيد على 580 ألف مواطن، منهم العديد من الأطفال والنساء، بموجب تقديرات الأمم المتحدة. أدى تفاقم الصراع الأهلي إلى دمار كبير في البنية التحتية والمرافق العامة بما في ذلك المدارس والمستشفيات والأسواق، وغالبية الأحياء السكنية في مختلف المدن الرئيسة، وخصوصا حلب التي تعتبر مركز الإنتاج والصناعات في البلاد، حيث دُمرت منشآتها الصناعية والتجارية، مما انعكس بشكل كبير على الاقتصاد المحلي.