في أي بلد في العالم تعرض لما تعرضت له سوريا من تدمير فوضوي وفي كل الاتجاهات؟ لا بد أن يقف الباحث مشدوها ومتأملا، متسائلا: من أين نبدأ؟
هل نبدأ بإعمار آلاف المساكن المدمرة ونصف المدمرة وعودة ملايين الناس الذين أمضوا في الهجرة القسرية سنوات طويلة؟ أم نبدأ بما يترتب على الدولة من إعادة البنى التحتية، الطرقات والكهرباء وتوفير مياه الشرب؟ أم إعادة بناء المدارس والمشافي والمراكز الصحية؟ أم العودة للعمل في الريف وإنتاج مستلزمات المعيشة اليومية لملايين الأفواه التي جاعت زمنا طويلا؟ أم البحث في إعادة ألق المدن التاريخية لسوريا، إلى تلك التي كانت على مر الزمان حواضر علم وصناعة ورقي وتحديث؟ أم إلى البحث المعمق في ماهية الصناعة وتكاملها مع القطاع الزراعي؟ أم في الكيفية التي يستطيع بها المخطط والدولة البناء المجتمعي الذي يعيد تماسك المجتمع الذي كان طوال آلاف السنين مجتمعا متآلفا لا يعرف ولا يعير اهتماما للتقسيمات التي برزت بفعل فاعل خلال الستين سنة البائسة؟