على وقع الاشتباكات والتوترات الحاصلة في محافظة السويداء جنوب سوريا، تزداد حرارة شرق الفرات، فـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أرسلت تعزيزات ضخمة يوم الثلاثاء 15 يوليو/تموز إلى منطقة دير حافر، وأجرت استعراضا لقوتها العسكرية في شوارع الرقة، عقب اشتباك حصل بينها وبين الجيش السوري في المنطقة استمر لساعات. تزامن ذلك مع استنفار كبير للدولة السورية وحشد قوات عسكرية لتوجيهها إلى خطوط التماس مع "قسد".
يأتي ذلك عقب أيام من اجتماع بين الحكومة السورية و"قسد" في دمشق بحضور السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك.
وعلمت "المجلة" أن وزارة الدفاع السورية بالتزامن مع المعارك في محافظة السويداء أرسلت طلبا لحشد قوات وعتاد عسكري على الجبهات مع "قسد"، وذلك نتيجة مخاوف من استغلال "قسد" للتوترات في السويداء وشن هجمات مضادة على الجيش السوري، ردا على اشتباكات بين الطرفين في ريف حلب. التعزيزات أرسلت من مناطق من ريف دمشق، وحماة، إضافة إلى القوات الموجودة في حلب. وقال أكثر من مصدر لـ"المجلة" إن الدولة السورية لا تريد إشعال فتيل الحرب مع "قسد" إلا إذا فشلت كل السبل والمفاوضات والوساطات لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي.
مفاوضات متعثرة ووساطة غربية
اللقاء الذي جمع الدولة السورية و"قسد" يوم الأربعاء 9 يوليو/تموز بحضور السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، لم تكن الحكومة السورية تتوقع أن يخرج منه شيء على المستوى العملياتي، خصوصاً وأن اللقاءات السابقة للجان التي انبثقت عن اتفاق الشرع-عبدي 10 مارس/آذار لم تُحقق تقدما على أي صعيد عملي، فكل طرف متمسك بوجهة نظر يراها الأنسب لمستقبل البلاد.
بحسب المعلومات، كانت الحكومة السورية منفتحة بشكل إيجابي لحضور المبعوث الأميركي اللقاء الذي تم في دمشق، فالحكومة السورية تريد أن توضح للمبعوث الأممي أن "قسد" تؤخر التوافق العملي على الاتفاق الذي شجعته وسهلته واشنطن في مارس، هدف الحكومة السورية تحقق، فالمبعوث الأميركي باراك اتهم "قسد" بالمماطلة، وقال إن "طريق المفاوضات يؤدي إلى دمشق"، مضيفا أنه "لا يمكنك أن تمتلك داخل دولة مستقلة كيانًا منفصلًا أو غير وطني"، وأكد على أهمية تقديم التنازلات "للوصول إلى تلك النتيجة النهائية: أمة واحدة، شعب واحد، جيش واحد، وسوريا واحدة".