وارن بافيت، الملقّب بـ"عرّاف أوماها" أو"حكيم أوماها"، هو أحد أعظم المستثمرين في التاريخ، وقد حول شركة "بيركشاير هاثاواي" من مصنع نسيج متعثر إلى إمبراطورية استثمارية بقيمة سوقية تتجاوز 1,2 تريليون دولار. في مايو/ أيار 2025، أعلن بافيت، البالغ من العمر 94 عاما، تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي مع نهاية السنة الجارية، بعد 60 عاما من إدارة الشركة، موصيا بتعيين غريغ آبل خلفا له.
إعلان بافيت تقاعده ربما فاجأ الناس، إلا أن هوية خليفة أسطورة الاستثمار لم تكن مفاجئة. ففي عام 2021، أكد بافيت أن نائب رئيس العمليات غير التأمينية غريغ آبل، سيتولى في نهاية المطاف منصب الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار لدى تقاعده. وعاد فأكد هذا الاختيار خلال الاجتماع السنوي لمساهمي الشركة عام 2024، حين قال: "سأترك تخصيص رأس المال لغريغ، فهو يفهم الأعمال التجارية جيدا. إذا فهمتَ الأعمال التجارية، فستفهم الأسهم العادية". ولن يبيع بافيت سهما واحدا من أسهمه في "بيركشاير" خلال فترة انتقال قيادة الشركة إلى آبل، مشيرا الى أن "قرار الاحتفاظ بالأسهم قرار اقتصادي، لأنني أعتقد أن آفاق 'بيركشاير' ستكون أفضل تحت إدارة غريغ من آفاقي". في المقابل، أكد آبل للمساهمين أنه، كرئيس تنفيذي، "سيحافظ على سمعة بيركشاير"، مع اتباع الفلسفة الاستثمارية لبافيت خلال الستين عاما المنصرمة.
وصوّت مجلس إدارة "بيركشاير" بالإجماع على تعيين آبل رئيسا ومديرا تنفيذيا للشركة اعتبارا من الأول من يناير/ كانون الثاني 2026، مع بقاء بافيت رئيسا لمجلس إدارتها.