بينما أعلنت حركة "حماس" خلال الأسبوع الثاني من يوليو/تموز الحالي، عن رفضها لخرائط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ضمن مفاوضات وقف إطلاق النار المؤقت، وعملية تبادل الأسرى، التي يجري التفاوض المباشر بشأنها بين الطرفين، منذ بداية الشهر الحالي، بوساطة أميركية-قطرية-مصرية، بسبب استحواذ الجيش الإسرائيلي، على أكثر من 40 في المئة من مساحة القطاع والبالغة 365 كيلومترا مربعا، ومطالبتها لإسرائيل بالانسحاب إلى نقاط التمركز، بحسب الخريطة التي جرى الاتفاق حولها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء محور جديد، يقسم مدينة خانيونس إلى قسمين (شرقي وغربي).
لقد أعلنّ الجيش الإسرائيلي في 16 يوليو/تموز الجاري، عن الانتهاء من إنشاء محور "ماجين عوز" بطول 15 كيلومترا، بحيث يبدأ من نقطة معبر كيسوفيم على الحدود الشرقية، ما بين مدينتي دير البلح وخانيونس، متغلغلا وسط خانيونس، وصولا إلى محور موراج، والذي جرى إنشاؤه في أبريل/نيسان الماضي، فاصلا بين مدينتي خانيونس ورفح، التي يسيطر عليها الجيش بالكامل منذ ذلك الحين، وهو واحد من نقاط الخلاف الرئيسة، إذ تعترض "حماس" على استمرار تمركز الجيش بداخله، خلال فترة الهدنة ضمن اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والتي يجري الاتفاق على النقاط الفنية بشأن تنفيذها.
ومن الناحية السياسية، قال القيادي في حركة "حماس" الدكتور باسم نعيم، معقبا على الإعلان الإسرائيلي الأخير، بشأن المحور الجديد، بأنه لا قيمة للمحور والإعلان عن إنشائه، وذلك يرجع لسبب السيطرة الإسرائيلية الكاملة على مساحة القطاع ككل، وما يجري من مفاوضات بين حركته وإسرائيل، وبالتحديد حول الخرائط، وتحديد نقاط تمركز الجيش، خلال فترة الهدنة، والمساحة التي سيتمركز فيها الجنود داخل القطاع في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية والجنوبية، يشمل بالتأكيد التغييرات والتطورات والتوسعات، التي يقوم بها الجيش على الأرض حتى خلال فترة الهدنة، أي إنّ "ماجين عوز" لن يشكل عقبة في الفترة الحالية من عملية التفاوض.