انتشرت خلال الأسبوع الأول من أغسطس/آب، عدد من التصريحات الإسرائيلية حول نية الحكومة احتلال كامل قطاع غزة، وفرض السيطرة الأمنية والعسكرية عليه، كما صدرت بعض المناكفات بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش إيال زامير، وهو ما انعكس بالسلب على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد أسابيع من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حركة "حماس" وإسرائيل، انتهت بالفشل وعدم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت وعملية تبادل أسرى.
يقول ممدوح حسب الله (47 عاما) من غزة، إنه عاش وعائلته فترة من الأمل بالوصول إلى وقف إطلاق نار، وأخذ استراحة ولو مؤقتة من القصف والقتل المستمر منذ قرابة عامين، مضيفا لـ"المجلة": "تعبنا من القصف والقتل والنزوح والدمار، وفوق منهم التجويع، كان عندي أمل نرتاح من الخوف والقلق، ولو لفترة محدودة، يمكن إذا استمرت عملية المفاوضات يوصلوا لإعلان نهاية الحرب ونقدر نرجع على مناطقنا المدمرة".
يعيش الرجل مع زوجته وأبنائه السبعة في واحدة من مئات خيام النازحين المنتشرة على طول الشريط الساحلي غرب مدينة غزة، بعدما اضطروا للنزوح خلال الأشهر الماضية من منزلهم في شرق المدينة، حيث أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح خلال توسعة رقعة العمليات العسكرية البرية، وتقدم الجيش مع قصف المنازل ونسف مربعات واسعة من الأحياء السكنية بحجة ملاحقة عناصر الفصائل الفلسطينية والبحث عن أنفاق تحت أرضية ومخازن الأسلحة.
مساء الخميس 7 أغسطس/آب، تابع حسب الله الأخبار باهتمام، حيث عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابنيت، اجتماعا لاتخاذه قرارا حول الخطوات العسكرية القادمة، وطالت مدّة الاجتماع حتى ساعات فجر اليوم التالي، لتتخذ الحكومة قرارا بالسيطرة العسكرية على مدينة غزة شمال القطاع، بالتوازي مع السماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية للغزيين، وفق خطة طرحها نتنياهو بعد رفض خطة رئيس الأركان زامير.