عامان ونصف العام على الحرب المنسية في السودان 

ستنتهي حين يدرك الفاعلون المحليون والدوليون أنها ليست تجارة مربحة

أ.ف.ب
أ.ف.ب
جندي من الجيش السوداني يراقب خط المواجهة باستخدام منظار في الخرطوم في 3 نوفمبر 2024

عامان ونصف العام على الحرب المنسية في السودان 

بعد عامين ونصف العام من حرب دشنتها محاولة انقلابية في الخرطوم، وسرعان ما استشرى لهيبها في شتى أرجاء البلاد، لم يعد السودان مجرد ساحة للاقتتال الداخلي، بل تحول بشكل مطرد إلى حاضنة لزعزعة الاستقرار الإقليمي، ومختبرا لحروب الوكالة الحديثة، وفوق كل ذلك، مأساة إنسانية غير مسبوقة اختار العالم، في معظمه، أن يتجاهلها لتذوب في غياهب النسيان.

هول المعاناة باد للعيان ولا يمكن إنكاره: ملايين المشردين من ديارهم، ومدن بأكملها خاوية على عروشها، ونسيج اجتماعي تمزق بشكل عميق تحت وقع دوي المدافع والقصف الجوي. ولكن، كي ننتقل من حالة الحسرة والأسى العابر إلى الفعل الإيجابي الملموس لإنهاء هذه الكارثة، لا بد لنا أولا من أن نواجه بصدق حقيقة هذه الحرب، وأسباب استمرارها، وحسابات القوى التي تبقيها مشتعلة.

على الصعيد الداخلي، ليس القتال ذا طبيعة أيديولوجية أو محلية بحتة، بل هو نتاج مأساوي لتضافر فشلين كارثيين:

انحسار الالتزام ببوصلة المصلحة الوطنية في الممارسة السياسية، والترسيخ المتعمد للرعاية الأجنبية للمجموعات المسلحة.

لقد شكل هذا التقاطع المميت كارثة وطنية على كافة المستويات، حين تخلى الفاعلون السياسيون عن مبادئ السيادة في الممارسة السياسية وقايضوا الأولويات الوطنية لصالح الإبقاء المؤسسي على فصائلهم في المشهد السياسي ومكّنوا قوى خارجية من تحويل أراضي السودان واقتصاده ومجتمعاته إلى ميدان مفتوح لحروب الوكالة.

بلغت هذه الديناميكية ذروتها التدميرية في النفوذ المتزايد لميليشيا "قوات الدعم السريع"؛ التي انصهرت فيها عناصر الدعم المادي والعسكري والإسناد اللوجستي في ساحة المعارك، والإعلامي في المشهد العام، والغطاء السياسي والدبلوماسي الخارجي في بوتقة واحدة لتصنع نظام نهب افتراسي متكاملا محصنا بشكل مرعب.

قبل زمن من انطلاق شرارة حرب أبريل/نيسان 2023، كانت بذور هذه الكارثة قد ظهرت في السلوك الهدام للقوى السياسية السودانية، التي بدلا من أن تعزز مكتسبات ثورة 2019 وتستكمل مهام الانتقال، انزلقت إلى صراع ضيق الأفق على المناصب ومغانم السلطة. وبفعلهم هذا، أُفرغت الأجندة الانتقالية من جوهرها، وتركت الدولة مكشوفة أمام تمدد نفوذ المرتزقة المسلحين الذين تركهم النظام السابق والذين كان الرعاة الأجانب على أهبة الاستعداد لاستغلالهم.

من أبرز التشوهات في خطاب المجتمع الدولي حول حرب السودان، هو تلك المساواة الزائفة بين القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع"، وكأنهما فصيلان متكافآن في حرب أهلية

لم تكن الحرب التي تلت ذلك مجرد انفجار لفوضى عارمة غير قابلة للإدارة، بل كانت تتويجا لمسار طويل من سوء الممارسة السياسية التي جردت الدولة من وظيفتها الأساسية في العمل على خدمة مواطنيها، وحولتها إلى حلبة لنهب الغنائم وتوزيع الرشى السياسية، وسلمت سيادتها لمتعهدي العنف المسلح. واليوم، يتجسد هذا الفشل المنهجي بصورة مأساوية في حملات الأرض المحروقة التي تشنها "قوات الدعم السريع"، والمجاعة المتعمدة التي يصنعها حصار المدن وإغلاقها لفترات طويلة بلغت أكثر من عام ونصف العام في الفاشر حاليا، والمدى غير المسبوق لأعمال القتل الجماعي والإبادة والعنف الجنسي والاغتصابات، وانهيار البنية التحتية الحيوية للبلاد، وتفاقم أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم. المجتمع السوداني نفسه يتشظى على خطوط تقسيم لم يفرضها أهله، بل تؤججها حسابات المصالح الاستراتيجية لأطراف خارجية تسعى لتفتيت البلاد، خلف ستار شرعنة حكومة وهمية أعلنتها "قوات الدعم السريع" في المناطق التي تسيطر عليها.

تفاقمت هذه المأساة، بالإخفاق الذريع للفاعلين السياسيين في اتخاذ موقف مبدئي حازم ضد هذه الفظائع، حيث آثروا الانشغال قصير النظر بحياد استعراضي كسول. بيد أن الحياد– حتى لو كان حقيقيا– في مواجهة فاشية "قوات الدعم السريع" وانتهاكاتها ليس براءة، بل هو ضرب من التواطؤ.

AFP
عناصر من "قوات الدعم السريع" في السودان

الحرب الآن بين القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع" ليست للسيطرة على الأرض فحسب، بل على شرعية التحكم بزمام الدولة: أسواقها ومواردها وحدودها ومجتمعاتها الممزقة. وفي سوق العنف المنحرف هذا، حولت ميليشيا "الدعم السريع" انعدام الأمن إلى مورد مادي: فيصبح النهب هو العرف السائد، وتتحول نقاط التفتيش إلى مصادر جباية، ويتحول النازحون إلى أيد عاملة قسرية، وتصبح المعونات الإنسانية مجرد غنيمة للاستيلاء عليها. والنتيجة هي اقتصاد حرب يشرعن الافتراس ويبطل حكم القانون، ويخضع السودان لقانون الغاب.

من أبرز التشوهات في خطاب المجتمع الدولي حول حرب السودان، هو تلك المساواة الزائفة بين القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع"، وكأنهما فصيلان متكافآن في حرب أهلية. لكن إن أردنا إنهاء هذه الحرب فعلا، فلا بد من الحكم على الأطراف المتحاربة في هذا الصراع بناء على سلوكها الفعلي في خضم هذا الصراع تحديدا. فالقوات المسلحة، رغم كل ما شاب تاريخها من تسييس وانتهاكات موثقة، تظل هي الجيش الوطني الذي يتغير ويتطور مع بقية مؤسسات الدولة، وجزءا من الإطار القانوني والمؤسسي للسودان. ويشكل تدفق المدنيين المستمر– من مناطق سيطرة "قوات الدعم السريع" إلى مناطق سيطرة الحكومة منذ بداية الحرب– دليلا قاطعا على التمييز الأخلاقي والعملي الذي يراه السودانيون بين الطرفين. وثق تقرير وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في فبراير/شباط 2025 هذا النمط تفصيلا: في ولاية الجزيرة، أدت هجمات "قوات الدعم السريع" في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى نزوح 135 ألف شخص، ثم ارتفع إلى 393 ألفا في نوفمبر/تشرين الثاني، نحو ولايات شرقية تسيطر عليها القوات الحكومية مثل القضارف وكسلا ونهر النيل. وفي سنار، أدت هجمات ميليشيا "الدعم السريع" في يونيو/حزيران 2024 إلى نزوح مشابه نحو القضارف. في جنوب كردفان، تسببت سيطرة ميليشيا "الدعم السريع" على المنطقة في فبراير ويونيو 2024 إلى نزوح 40 ألف مواطن من هبيلا و60-70 في المئة من سكان الفولة إلى مناطق سيطرة القوات المسلحة الحكومية. في الخرطوم الكبرى، بلغ النزوح 3.7 مليون شخص بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى ولايات مثل نهر النيل والقضارف. ويوثق التقرير لهذا السلوك التلقائي لفرار المدنيين من مناطق "الدعم السريع" إلى مناطق سيطرة الجيش الحكومي بشكل آخذ في التصاعد.

على النقيض تماما، فإن "قوات الدعم السريع" هي ميليشيا مكونة من مرتزقة نشأت كإعادة تكوين لميليشيات الجنجويد التي استعان بها نظام عمر البشير المخلوع لارتكاب فظائع دارفور، وتعمل كمؤسسة مرتزقة تجارية لا ولاء لها إلا لطموحات قادتها وداعميهم. ويشمل سجلها مجازر عرقية موثقة، ونهبا منهجيا للمدنيين والمنشآت المدنية، واستخدام العنف الجنسي سلاحا، والاغتصاب، والمجاعة.

الآليات القانونية والدبلوماسية، بما في ذلك القضايا في المحافل الدولية، ضرورية كأدوات لتغيير سلوك الجهات الإقليمية، التي لطخت يديها بدماء حروب أخرى

ولكن الفارق بين الطرفين في هذه الحرب ليس محض تجريد نظري، بل هو موثق بالأدلة والأرقام وقابل للقياس. تقرير مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED) لنهاية عام 2024 حدد مسؤولية ميليشيا "الدعم السريع" عن 77 في المئة من مجمل حوادث العنف ضد المدنيين في السودان خلال العام تتلوها أطراف أخرى، فيما نسب أقل درجة مسؤولية عن إيذاء المدنيين إلى القوات المسلحة. وهذا الواقع الإحصائي تؤكده تقارير الرصد اللاحقة، ومنها تقرير مركز "INSIGHTS" الأخير لشهر يوليو/تموز 2025، الذي سجل 765 وفاة بين المدنيين في شهر واحد، عازيا مسؤولية 88 في المئة منها إلى ميليشيا "الدعم السريع". وكل هذه الأرقام تؤكد نمطا ثابتا من المسؤولية الساحقة لميليشيا "الدعم السريع" عن إيذاء المدنيين.

إن المساواة بين الجيش و"الدعم السريع" والتي تطمس الفارق بين جيش حكومي– ذي تاريخ مليء بالشوائب والعيوب ولكنه قابل للإصلاح والمساءلة كجزء من إصلاح جهاز الدولة كله– وشبكة ارتزاق مسلحة تقوم هيكليتها بالكامل على الافتراس والنهب والرعاية الأجنبية، هو مقارنة سطحية وكسولة لا تخطئ في تشخيص الصراع فحسب، بل تطيل أمده عبر إضفاء الشرعية على سعي الميليشيا للوصول إلى السلطة.

أ.ف.ب
رئيس أركان الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، في 14 يناير 2025

على الساحة الدولية، استمدت الحرب وقودها– وأعيد تشكيلها في بعض جوانبها– من الدعم الذي تستمر جهات إقليمية خارجية في تقديمه إلى ميليشيا "قوات الدعم السريع". وقد تم توثيق هذا الدعم المادي والمالي واللوجستي على نطاق واسع عبر تقارير الصحافة الاستقصائية، وتسريبات استخباراتية، وتقارير رسمية من الإدارة الأميركية إلى الكونغرس. وفي يناير/كانون الثاني 2024، أفاد فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بدارفور بوجود أدلة "موثوقة" على أن جهات إقليمية قد زودت "الدعم السريع" بالإمدادات عبر شرق تشاد وليبيا. وقد شمل هذا الدعم، أسلحة وإمدادات وتسهيلات لجلب المرتزقة من شتى أنحاء أفريقيا وحتى من كولومبيا، بشكل أطال من عمر عمليات "الدعم السريع" وزاد من حدتها بشكل كبير، ومكّنها من ضرب الحصار على المدن وشن حملات التطهير العرقي ونهب المدن السودانية، بينما تتمتع بإفلات شبه تام من العقاب وإمدادات لا تنتهي من الزاد والعتاد لمواصلة جرائمها وانتهاكاتها. عبر تمويل وتسليح ميليشيا تزدهر على معاناة المدنيين، أصبح هؤلاء الرعاة الإقليميون شركاء بشكل مباشر في ارتكاب هذه الفظائع ومساهمين فاعلين في تفكيك السودان.

يكشف رد الفعل الدولي عن مفارقة صارخة: اهتمام خطابي رنان يقابله شلل عملي ومغالطة معرفية تصم آذانها وتغمض أعينها عن سماع ورؤية الحرب على حقيقتها. تتدفق المناشدات الإنسانية من وإلى بريد المانحين، ولكنها لا تترجم إلى حماية حقيقية ذات مغزى للمدنيين، والسبب الرئيس هو غياب إجابة حاسمة عن سؤال: حمايتهم.. ممن؟ وبينما تواصل الحكومة السودانية والأمم المتحدة والوكالات الشريكة عملها للإغاثة في ظل ظروف شبه مستحيلة، تتعرض قوافل الإغاثة للنهب، وتقتحم المستودعات، وتعطل قنوات التوزيع، والفاعل في الغالب هو نفسه: "قوات الدعم السريع". في غضون ذلك، تزداد الأرقام قتامة: ملايين النازحين داخليا، وأعداد أخرى أجبرت على الفرار عبر الحدود، مما أسفر عن أكبر أزمة لاجئين في العالم.

ما السبيل إذن إلى استجابة فعالة للكارثة في السودان؟

المساءلة ومواجهة المسؤولين وهذه ليست فكرة لاحقة، بل هي ضرورة لوقف صب مزيد من الزيت على نيران الحرب. الدول التي تمد الميليشيا بوسائل الحرب- من أسلحة، تمويل، مرتزقة- ليسوا متفرجين، بل ممكّنون. الآليات القانونية والدبلوماسية، بما في ذلك القضايا في المحافل الدولية، ضرورية كأدوات لتغيير سلوك هذه الجهات الإقليمية، التي لطخت يديها بدماء حروب أخرى. لجوء السودان إلى المسارات القانونية لمواجهة التواطؤ الأجنبي يستحق دعما واسعا من الدول التي تدعي الدفاع عن الأعراف الدولية. الفشل في مواجهة الهياكل الخارجية للعنف يجعلنا رهائن خطأ تعريفي يتسامح مع الممكنين. ينبغي تفعيل المساءلة القانونية بجدية، لا كممارسة انتقامية لاحقة، بل كأداة ردع استباقية ترفع الكلفة السياسية للتدخل الخارجي.

لن تنتهي حرب السودان لأن العالم يتأوه حسرة وحزنا على صورها الفاجعة، بل ستنتهي حين يدرك الفاعلون– محليا ودوليا– أن الحرب ليست تجارة مربحة

كما أن الاستجابة الفعالة للكارثة الإنسانية تبدأ بإعادة صياغة الحماية الإنسانية من مساعدات عرضية إلى تحقيق الأمان للمواطنين بشكل دائم وضمان سلامة معايشهم على المدى الطويل. هذا يعني دعم الإنتاج المحلي، وحماية طرق الإمداد، وتأمين المواقع الإنسانية من النهب المسلح، ودعم المؤسسات الخدمية وإعادة بنائها وتوفير الدعم للجهات المحلية الموثوقة والتي أثبتت فعاليتها في تقديم الخدمات. لكن الأساس هو محاسبة من يعرضون سلامة المدنيين للخطر. الضغط الدبلوماسي يجب أن يكون منسقا وموجها: عقوبات وقيود سفر تطال الممكنين، بغض النظر عن مكانتهم أو نفوذهم السياسي أو الخارجي. الدبلوماسية الإقليمية يجب أن تتحرر من الرشى السياسية والصفقات التبادلية، مركزة على حماية المدنيين واستعادة الحوكمة المسؤولة.

وقبل ذلك كله، هناك مطلب أعمق: التواضع. لتحقيق السلام في السودان، يجب على الجهات الدولية الفاعلة التي تفرض تدخلاتها في الشأن السوداني أن توائم سياساتها وتدخلاتها هذه بمصالح المواطن السوداني العادي الذي يرغب في استعادة السلام والاستقرار وبإعادة بناء مؤسسات الدولة: دعم المؤسسات الخدمية، وتعزيز الحكم المحلي، وتفكيك وتجريم التعامل مع الاقتصادات الخفية التي تدعم الجماعات المسلحة، مثل شبكات تهريب الذهب والنحاس والمعادن الأخرى التي تمول ارتكاب فظائع الميليشيا.

من جهة أخرى، فإن على الفاعلين السياسيين السودانيين أيضا أن يسلكوا دربا صعبا، فعلى القادة السياسيين أن ينبذوا منطق الصراع الصفري ووهم احتكار التمثيل السياسي. وأن يدركوا أن أشكال الحوكمة الزائفة والمكاسب المتحققة عبر تمكين الميليشيات هي في نهاية المطاف هشة وخطيرة.

رويترز
أمرأة تقدم الطعام لأطفال نازحين في مخيم في جنوب كردفان، السودان، 22 يونيو 2024

إن وصف هذه الحرب بـ"المنسية" ليس مجرد رثاء أو تحسر على غيابها عن عناوين الأخبار، بل هو إدانة لمنظومة سياسية دولية وإقليمية ومحلية تسمح للمصالح الذاتية بأن تطغى على المعاناة الإنسانية الماثلة أمامها. لا يجب أن يكون السودان مجرد حاشية في مدونات المنافسات الجيوسياسية أو رقما في الإحصاءات الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي أن يختار بين مستقبلين: إما أن تتحول حرب السودان إلى مسرح مزمن للاستغلال، تتخلله دورات متكررة من النزوح والانتقام، وإما أن يمارس ضغطا متواصلا ومبدئيا ومنسقا يعطل الحوافز التي تغذي الصراع، ويفسح المجال لتعاف يقوده السودانيون بأنفسهم.

لن تنتهي حرب السودان لأن العالم يتأوه حسرة وحزنا على صورها الفاجعة، بل ستنتهي حين يدرك الفاعلون– محليا ودوليا– أن الحرب ليست تجارة مربحة، ولا يمكن استغلالها لتحقيق مطامع ومصالح قصيرة المدى وأن لرعايتها ثمنا سياسيا، وأن كلفة تحقيق السلام بشكل عادل ومستقر هي أقل كلفة للجميع من استمرار العنف. وإلى أن يأتي ذلك اليوم، ستظل "الحرب المنسية" منسية.. عن عمد.

font change

مقالات ذات صلة