لفتت الانتباه خلال الأسبوع الماضي حِدة الجدل وتباري الأفكار في بيروت وعواصم أخرى في الشرق الأوسط والغرب بشأن إمكانية نزع سلاح ميليشيات "حزب الله" اللبناني من عدمها، وفرص احتكار الدولة لهذا السلاح.
أمر مهم ومفيد جدا أن يصل النقاش إلى هذا الحد لنفهم جوهر المشكلة، بصرف النظر عما إذا كان هذا أحد أهداف الحرب الإسرائيلية وشروط اتفاق وقف إطلاق النار، ذلك أن لبنان كان في الأساس بحاجة إلى مثل هكذا وضع بعد أن ساعد امتلاك "الحزب" للسلاح على خلق دويلته داخل الدولة.
استرعى الانتباه في هذا السياق مطالبات في بيروت بعدم إضاعة الوقت في الحوار مع "حزب الله"، وضرورة التوجه بالحديث مباشرة مع إيران باعتبار أن هذا السلاح هو سلاحها وما ترسانة "حزب الله" منه سوى مستودع إيراني في جنوب لبنان، وما يصدر عنه هو ما تقرر طهران إطلاقه على إسرائيل بحسابات الظروف ومعادلات المواجهة.
لا ينبغي التكهن بإمكان أو استحالة تجريد "الحزب" من السلاح الإيراني، أو ما بقي منه بحوزته، فهذا السلاح في النهاية هو "حزب الله"، و"الحزب" هذا هو ذلك السلاح، المهرَّب من إيران أو المطوَّر منه على أراضي الجنوب اللبناني بواسطة خبراء وخبرات وأموال إيرانية طائلة، طوال عقود.