هجوم إسرائيل على قطر في الصحافة الإيرانية.... الدول العربية في "مفترق طرق"

الدبلوماسية تختنق في المنطقة

أ.ف.ب
أ.ف.ب
امرأة إيرانية تمر أمام كشك لبيع الصحف المحلية، وفي 8 ديسمبر 2024

هجوم إسرائيل على قطر في الصحافة الإيرانية.... الدول العربية في "مفترق طرق"

هل يشكل الهجوم الإسرائيلي على قطر خطوة جديدة في مسار تمشيط المنطقة على طريقة تل أبيب؟ وهل يغلق ذلك نافذة الدبلوماسية ويفتح بوابة النار؟ وما دلالات قلب طاولة الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة في مسقط؟

هذه هي بعض الأسئلة البارزة التي طرحتها الصحافة الإيرانية في تغطيتها للهجوم الإسرائيلي المفاجئ على قطر.

وقد ذكر موقع "خبر أونلاين" الإلكتروني أنه يبدو أن الدبلوماسية تختنق وأن الحرب الشاملة ستجتاح المنطقة. وأضاف: "يبدو أن علينا أن نخاف اليوم من المفاوضات ومقترحات وقف إطلاق النار أكثر من خوفنا من التصعيد والحرب! وأصبحت القوى الكبرى تنتهك حرمة الدبلوماسية سواء كانت الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال ضرب طاولة المفاوضات مع إيران و"حماس" أو روسيا التي شنت أكبر هجماتها بالتزامن مع مفاوضات السلام مع أوكرانيا. شهدنا هجومين على دولتين حليفتين للولايات المتحدة. الهجوم الإسرائيلي على قطر وهجوم روسيا على بولندا".

وضرب الموقع الإخباري مثلا بالهجوم الإسرائيلي على إيران بينما كانت تستعد لإجراء المفاوضات مع الإدارة الأميركية في اليوم التالي.

وخلص إلى المفاوضات فقدت فاعليتها في عالمنا هذا "ويبدو أننا يجب أن نستعد لأسوأ السيناريوهات... قام الهجوم الإسرائيلي على قطر بتغيير معادلات المنطقة والآن أصبحت الدول العربية في مفترق الطرق وتتساءل هل الولايات المتحدة حليفتنا أم عدوتنا؟".

وقال مستشار وزیر الخارجية والدبلوماسي الإيراني الدكتور علي موجاني حول الهجوم الإسرائيلي على قطر في منصة "إكس": "لقد تلقى الكيان الصهيوني إشارة بعد اغتيال المبحوح (أحد قياديي "كتائب القسام") في دبي بأنه قادر على الاستمرار في الاغتيال دون كلفة وذلك حتى في الدولة المستضيفة للمفاوضات مع إسرائيل. يأتي الهجوم الإسرائيلي على قطر في الوقت الذي توجد فيه القوات الأميركية في القاعدة العسكرية في قطر ولم ترصد ولم تنجح دفاعات القيادة المركزية الأميركية في صدها.. يمنح هذا الصمت الأميركي الشرعية لهذا الهجوم".

وقال کبیر المفاوضیین الإيرانيين الأسبق في الملف النووي حسين موسويان في منصة "إكس" إن إسرائيل باتت تقوم بتوسيع دائرة الحرب بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر بهدف تحقيق أوهامها في تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى. تقوم إسرائيل ومن خلال استهداف سوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن وقطر بجر الشرق الأوسط إلى وضع لا يمكن التحكم به. ينبغي على القوى الإقليمية الخمس وهي السعودية وإيران ومصر وتركيا والعراق أن تبدأ التعاون بسرعة وأن تدشن دبلوماسية فاعلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

التهديدات التي أطلقها ترمب ضد "حماس" بأن هذه الجولة من المفاوضات ستكون الأخيرة كانت فخا ليجمع القيادات السياسية لـ"حماس" تمهيدا لاغتيالهم

وقال الدبلوماسي الإيراني السابق محسن باك آيين في مقال بعنوان "اعتداء الكيان الصهيوني على الدوحة خيانة للدبلوماسية" في صحيفة "جام جم": "يعتبر هجوم الكيان الصهيوني على دولة مستقلة أي قطر بذريعة مواجهة أعضاء (حماس) أمرا خطيرا للغاية وقد يعرض ذلك الأمن العالمي برمته للخطر خاصة في حال التزمت دول العالم والمجتمع الدولي الصمت حيال ذلك".

رويترز
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الدوحة، قطر، 4 سبتمبر 2025

وأضاف: "جاء توقيت هذا الهجوم بعد أن أعلن الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي عن مزاعمه لتشكيل إسرائيل الكبرى وبعدها هاجم الكيان الصهيوني سوريا ولبنان مرة بعد مرة. لقد حذر بعض الخبراء من أن هذا التهديد الإسرائيلي قد يطال دولا خليجية أيضا. لقد تحقق ذلك وهذا أول هجوم على إحدى دول مجلس التعاون أي قطر. اللافت هو الدور الأميركي المباشر في هذا الهجوم الذي تم من خلال معلومات استخباراتية دقيقة قدمتها القاعدة العسكرية الأميركية في قطر لإسرائيل وفقا للمعلومات الأولية.. لقد أثبتت الولايات المتحدة مرة أخرى أنها تخون الدبلوماسية التي زعم ترمب أنه سيستخدمها لإنهاء أزمة غزة من خلال مقترح السلام. كانت قطر تسعى للوساطة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولكنها تعرضت للهجوم العسكري بدعم أميركي مما يدل على أن واشنطن تستخدم الدبلوماسية وهتافات السلام كغطاء للمضي قدما في أهدافها العسكرية لدعم الكيان الصهيوني في غزة".

لقد أثبتت الولايات المتحدة مرة أخرى أنها تخون الدبلوماسية التي زعم ترمب أنه سيستخدمها لإنهاء أزمة غزة من خلال مقترح السلام

ويرى شهاب الدين بنائيان في مقال بصحيفة "جام جم" بعنوان "نظرة إلى الهجوم الأخير للجيش الإرهابي للكيان الصهيوني على قطر" أن التهديدات التي أطلقها ترمب ضد "حماس" بأن هذه الجولة من المفاوضات ستكون الأخيرة، كانت فخا ليجمع القيادات السياسية لـ"حماس" والتمهيد لاغتيالهم من قبل الصهاينة. وأفادت وسائل إعلام إخبارية بأن "أنظمة الدفاع الجوية في قطر لم يتم تفعيلها. يجب أن نستعد ونكون في أقصى مستويات اليقظة خلال الأيام القادمة لأن هناك احتمالا لشن عمليات إرهابية أو عسكرية مشابهة ضد إيران من قبل التحالف الغربي والعبري. فخ المفاوضات الذي نصبته الولايات المتحدة واضح تماما".

رويترز
مبنى متضرر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس، في الدوحة، قطر، 9 سبتمبر 2025


هذا وقال المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية قاسم محب علي في حوار مع موقع "انتخاب" الإلکتروني إن "الاتفاق الشامل بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة قد يحقق وقف إطلاق النار المستدام في المنطقة". وأضاف: "لا تريد إسرائيل حلحلة التحديات من خلال الحوار. كلما اقتربت المسارات مع الاتفاق يقضي الكيان الصهيوني عليها لأنه يريد الحلول العسكرية وأن إطالة الحرب في مصلحة نتنياهو. هذا الهجوم تم بتنسيق وضوء أخضر أميركي لأن قطر تحتضن أكبر قاعدة أميركية. وقد كانت الولايات المتحدة على علم بالهجوم لأنها تراقب حركة الطيران في المنطقة وتتخذ إجراءات في حال الاشتباه في تهديد ضدها".

font change