استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في البيت الأبيض يوم 25 سبتمبر/أيلول، في أول زيارة يجريها الأخير إلى واشنطن منذ عام 2019.
وظهر الرئيسان، برفقة وزرائهما، أمام وسائل الإعلام في مستهل اللقاء، حيث أدليا بتصريحات موجزة، وأجابا عن بعض الأسئلة، قبل أن ينتقلا إلى اجتماع مغلق على هيئة غداء عمل.
اعتمد ترمب في تعامله مع تركيا نهجا برغماتيا، يركّز على المصالح الاقتصادية، فيما يسعى أردوغان إلى استغلال هذه المقاربة لتعزيز موقع بلاده.
وعقب الاجتماع، قال الرئيس دونالد ترمب: "لقد كان لقاء رائعا، ستُدهشون عندما تسمعون ما جرى اليوم"، أما السفير الأميركي توم باراك فقد وصف اللقاء بـ"الملحمي".
سادت أجواء إيجابية خلال الزيارة، إذ وصف ترمب نظيره التركي بـ"الصديق القديم" مشيرا إلى أنه يحظى باحترام عالمي، وكرّر عبارات الإطراء خلال المؤتمر الصحافي المشترك.
وحرص الطرفان على عدم السماح للقضايا الإقليمية الخلافية، بأن تطغى على جدول الأعمال، وبحسب ما جرى الإعلان عنه، فقد وقِّعت عدة اتفاقيات في مجالات متنوعة .ومن بين أبرز هذه الاتفاقيات، استيراد تركيا للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة حتى عام 2045، وشراؤها 225 طائرة ركاب من شركة "بوينغ"، يُتوقع تسليمها بين عامي 2029 و2034. كما وقّع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة النووية المدنية.
أما فيما يتعلق بالتعاون والمشتريات في مجال الدفاع، فقد أعلن ترمب عزمهما مناقشة شراء تركيا لمقاتلات (إف-35)، و(إف-16) من الولايات المتحدة، مشيرا إلى احتمال رفع العقوبات المفروضة بموجب "قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات" قريبا.
ولم تُكشف تفاصيل هذه النقاشات، كما لم يُعلن عن أي خطوات ملموسة، بشأن هذه القضايا التي تسببت في توتر كبير في العلاقات بين البلدين على مدى سنوات.
وكانت تركيا قد أقصيت من برنامج (إف-35) في عام 2019، وفرضت عليها عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات، بعد شرائها منظومة الدفاع الجوي (إس-400) من روسيا. ورفضت الولايات المتحدة، تسليم الطائرات الست من طراز (إف-35) التي سبق أن دفعت تركيا ثمنها، والبالغ 1.5 مليار دولار أميركي، كما أنها لم تُرجع المبلغ المذكور. وعقب اللقاء قال ترمب: "إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن طائرات (إف-35) بسهولة"، مضيفا: "لكن أولا، على الرئيس أردوغان القيام بأمر ما من أجلنا".
إضافة إلى ما سبق، هناك أيضا مسألة تتعلق بنحو 40 طائرة مقاتلة من طراز (إف-16) كانت تركيا ترغب في شرائها من الولايات المتحدة، إلا أن هذه الصفقة تعطلت، لأسباب غير واضحة تماما.