تتوالى المؤشرات الإيجابية إلى استعداد الطرفين الروسي والسوري لبناء علاقات على أسس جديدة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وشهدت الشهور الأخيرة حراكا دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا لافتا ولقاءات وزيارات صدرت عنها تصريحات مشجعة.
وتزامنا مع الأنباء عن تأجيل القمة العربية الروسية التي كانت مقررة منتصف الشهر الحالي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الخميس الماضي في مقابلة تلفزيونية، أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، مع تحذيره من مخاطر انفصالية جسيمة للغاية، وانعكاساتها على سوريا والمنطقة، بالقول: "إذا أدت محاولات الأكراد السوريين في الحكم الذاتي والانفصال إلى نتائج ملموسة، فقد تتفجر مشكلة الأكراد في جميع دول المنطقة الأخرى، وهذا يشكل مخاطر جسيمة".
وشدد لافروف على أنه "يجب على جميع الدول التي تملك تأثيرا على الوضع، سواء كان على دمشق أم على مختلف المجموعات العرقية-الطائفية والسياسية في أجزاء البلاد الأخرى، أن تدرك أن وحدة سوريا مصلحة لها".
وأكد لافروف أن بلاده حافظت على "علاقات صداقة غير انتهازية" مع سوريا، ولهذا وجهت دعوة للرئيس أحمد الشرع لزيارة موسكو. وذكّر الوزير الروسي بمساهمة الروس منذ أيام الاتحاد السوفياتي في إعداد الكوادر السورية والقدرة الدفاعية، وعبر عن اهتمام بلاده باستمرار جميع المبادرات، "حتى تلك التي بدأت في الحقبة السوفياتية، مع ضرورة التعديل بما يتفق والوضع الجديد". وبخصوص القواعد العسكرية، قال لافروف إن "الرئيس فلاديمير بوتين، أكد مرات عدة أنه لن نبقى في سوريا إذا رفضت القيادة السورية ذلك، ولكن يبدو أنها، إلى جانب عدد من دول المنطقة، مهتمة باستمرار وجودنا هناك"، مشيرا إلى "ضرورة إعادة صياغة مهام وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا"، من بينها "مهام واضحة يبدو أنها مفيدة للسوريين وجيرانهم ولكثير من البلدان الأخرى، تكمن في إنشاء مركز للمساعدات الإنسانية في المرفأ والمطار، لنقل الشحنات الإنسانية".