شهدت منطقة السيدة زيبب جنوب دمشق توترا قبل أيام. هذا التوتر على الرغم من تصويره ببعد طائفي (سني-شيعي)، إلا أنه أعقد من ذلك تاريخيا وحاضرا، خصوصا إذا ما نُظر إلى مكانة منطقة السيدة زينب في سياق الثورة السورية، وتعقيدات التدخلات والتداخلات العسكرية فيها على المستوى الداخلي والإقليمي.
وقد ظهر هذا التوتر بعد قيام أدهم الخطيب، ممثل مراجع الطائفة الشيعية في سوريا، بافتتاح حسينية الزهراء في منطقة السيدة زينب، حيث خرجت مظاهرات ضد الشيخ الخطيب ونهجه في المنطقة، وعلى الرغم من أن المظاهرات خرجت في نطاق محدود، فقد أثارت مخاوف من انفجار خلاف طائفي أبعد من جغرافيا السيدة زينب، فتدخلت الحكومة السورية فورا لحل الإشكال وطالبت الخطيب بإغلاق الحسينية مؤقتا إلى حين تهدأ الأمور.
ذريعة حماية مقام السيدة زينب كانت الحامل الرئيس لبداية التدخلات العسكرية الإيرانية و"حزب الله" اللبناني عبر الميليشيات العابرة للحدود. عمليات التجنيد ونقل المقاتلين إلى سوريا من لبنان والعراق وإيران لسوريا في عام 2012 كانت تأتي في سياق سردية حماية مقام السيدة زينب من "الإرهاب"، ومع مرور الوقت بدأت تلك الميليشيات العبور إلى مناطق أخرى وفق سرديات أوسع كـ"طريق القدس يمر من دمشق" و"المقاومة" و"محاربة الشيطان الأكبر"، إضافة إلى عمليات تجنيد للسوريين المحليين في صفوف هذه الميليشيات إما باستخدام السرديات السابقة، وإما من خلال استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها السوريون.


