بالمقارنة مع لقاء دونالد ترمب-بنيامين نتنياهو أواخر سبتمبر/أيلول الماضي الذي كان مفصليا بين مرحلتين، لجهة انتهائه إلى موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على خطة العشرين بندا الأميركية بشأن غزة، فإن لقاءهما أمس الاثنين في فلوريدا لم يكن على النحو ذاته، أي إنه لم يفصل بين مرحلتين مختلفتين تماما أو لم يضع أسسا مبدئية وعملية لمرحلة جديدة في المنطقة، بمقدار ما كان اللقاء، بحسب ما صدر خلاله من تصريحات، تحديدا من جانب الرئيس الأميركي، مناسبة لتجديد مواقف معلنة، خصوصا في ما يتعلق بسوريا وتركيا، وإلى حد أقل بغزة، وتحديثا لمواقف أخرى، ولاسيما في ما يتعلق بالملف النووي والصاروخي الإيراني.
على هذ النحو فإن اللقاء لم يخرج عن تقاليد اللقاءات بين حليفين تاريخيين لا يبدو أن تحالفهما سيتأثر جديا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ولاسيما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وامتداداتها الإقليمية خلال السنتين الماضيتين. وهذا أمر لم يكن مطروحا أو متوقعا قبل اللقاء ولا بعده، ولكن السؤال عن مستقبل العلاقة بين ترمب ونتنياهو بعد وقف إطلاق النار في غزة وما بدا أنه تباين في قراءة كل منهما للتطورات في المنطقة ولمصالحهما فيها، جعل الانتباه مركزا بعض الشيء خلال اللقاء على التقاط أي إشارات لتباين حقيقي بين الرجلين وبين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، تباين من النوع الذي قد يؤسس لنمط جديد في العلاقة بين البلدين. وهو أمر أخذ مساحة من النقاش داخل إسرائيل بعد وقف إطلاق النار إلى حد استخدام بعض الأوساط تعبير "الوصاية الأميركية" على إسرائيل، كما خرجت مواقف عديدة من قبل شخصيات مؤثرة في دائرة ترمب وداخل حركة "ماغا" تسائل الدعم الأميركي المفتوح لإسرائيل، بما في ذلك جر إسرائيل لأميركا لحرب ضد إيران.

