الكويت... تحديات التنمية

تنتقل البلاد إلى عهد الشيخ مشعل ويتطلع الكويتيون الى نقلة نوعية

كونا
كونا
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأمير السابع عشر للدولة

الكويت... تحديات التنمية

توفى الامير الشيخ نواف الأحمد الصباح يوم السادس عشر من ديسمبر/كانون الاول، بعدما أمضى ثلاثة أعوام حاكماً للكويت. تميز عهده باستقرار الاوضاع الاقتصادية، على الرغم من تداعيات الأحداث الدولية على الاقتصاد العالمي. لكن الاعوام الثلاثة شهدت أوضاعا سياسية غير مريحة حيث جرت تعديلات على مجلس الوزراء مرات عدة، وحصلت انتخابات نيابية لأكثر من مرة.

لا شك في أن هذه الاوضاع السياسية غير المستقرة هي نتاج للتجربة النيابية في الكويت الممتدة منذ عام 1962 بعد إقرار الدستور وانتخاب مجلس الامة الاول في عام 1963. الأمير الراحل كان دائما يسعى إلى صوغ علاقات مفيدة بين مجلس الأمة ومجلس الوزراء، وعمل على نزع كل أسباب الخلافات، وقد عضده وساعده ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الصباح.

تحدي حقل الدرة

واجهت الكويت خلال السنوات الثلاث المنصرمة تحديات خارجية أهمها ما أثارته إيران في شأن حقوقها في حقل الدرة، الغني بالغاز الطبيعي، الذي سبق للكويت والسعودية أن اتفقتا على تطويره والاستفادة من إنتاجه بالمشاركة بينهما، لوقوعه في المياه الإقليمية للبلدين.

كذلك ظهرت بعض المضايقات من العراق بعدما أصدرت الحكومة الاتحادية هناك حكماً يبطل إتفاق الملاحة في خور عبد الله بين العراق والكويت، المتوافَق عليه دولياً والمصادَق عليه عراقياً. وقد تمكنت الكويت من كسب دعم دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من دول العالم.

للمزيد إقرأ: إيران تدخل على الخط السعودي-الكويتي ... وتدعي حقها بـ "الدرة"

يتطلع الكويتيون الى نقلة نوعية، ولا بدّ في نهاية المطاف من أن تتوصل الحكومة مع مجلس الأمة الى توافق ينجز الإصلاح الانتخابي

العهد الجديد والإصلاح

تنتقل الكويت الآن إلى عهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ويتطلع الكويتيون الى نقلة نوعية في الحياة السياسية والتنمية الاقتصادية. إذ يؤمل بمعالجة ملف الاصلاح السياسي من خلال تعديل النظام الإنتخابي بعدما تأكد للمواطنين وأعضاء مجلس الأمة ومجلس الوزراء، الخلل الكبير في نظام الصوت الواحد الذي اعتمد في عام 2012.

هناك الآن مشروع للجنة التشريعية في مجلس الامة في شأن نظام القوائم النسبية الذي يمنح الناخب حق التصويت لقائمة من ستة اعضاء، على الأكثر، والتصويت في الوقت نفسه لمرشح مستقل. 

AFP
احدى جلسات مجلس الأمة الكويتي

قد تكون هناك ملاحظات قانونية ودستورية لدى العديد من المختصين والمراقبين، لكن لا بدّ في نهاية المطاف من أن تتوصل الحكومة مع مجلس الأمة الى توافق ينجز الإصلاح الانتخابي. 

أمير الحزم والحكمة والتنمية

الشيخ مشعل الأحمد أمير البلاد، المشهود له بالحزم والحكمة، يؤمل منه أن يدفع نحو الاصلاح الانتخابي بما يحقق للكويتيين تمثيلاً نيابياً ملائماً وبما يعزز الاستقرار السياسي ويمكن مجلس الوزراء من أداء مهامه وإنجاز مشاريع التنمية الاقتصادية. تظل الآمال معقودة على الأمير لاختيار مجلس وزراء قادر على إنجاز مهمات التنمية المستدامة، حيث ان الكويت تأخرت على مدى العقود الثلاثة المنصرمة في مجالات عدة أهمها التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية. 

الكويت مالكة لأحد أكبر الصناديق السيادية، أي ما يزيد على 700 مليار دولار، لكن البلاد لم تتمكن من تنويع قاعدتها الاقتصادية

الكويت مالكة لأحد أكبر الصناديق السيادية، أي ما يزيد على 700 مليار دولار، لكن البلاد لم تتمكن من تنويع قاعدتها الاقتصادية وتعزير الايرادات السيادية من مصادر مختلفة، فظلت رهينة للايرادات النفطية، وتتأثر بالمتغيرات في اقتصاديات النفط والطاقة.

يتطلع المواطنون الى بروز طاقم سياسي جديد ويأملون ان يمكّن الشيخ مشعل العناصر الشابة من تولي مسؤوليات مهمة في الادارة السياسية.

معلوم ان الكويت تمكنت منذ بداية عصر النفط من تأهيل المواطنين تعليميا، وهناك كوادر وطنية في مختلف المجالات، في النفط والادارة المالية والعمل الديبلوماسي والأطر الأمنية والعسكرية والتعليم والطب. لا شك في أن الكثير من هولاء أصبحوا من المخضرمين وآن الأوان لتولي الأجيال الجديدة مسؤوليات عديدة.

تعتني القيادة المسؤولة في الحكم بالاختيارات المناسبة وتنتقي العناصر المناسبة والمشهود لها بالنزاهة ومحاربة الفساد الاداري والسياسي. التساؤلات التي تُطرح الان تدور حول الآتي:

هل سيحصل تغيير أو تعديل في مجلس الوزراء؟ هل سيتم الارتقاء بمستويات العمل في الوزارات والمؤسسات لدعم متابعة الأداء بما يتوافق مع مخططات التنمية المطروحة؟ هل سيفعل ملف مدينة الحرير في شمال الكويت الذي تبناه المرحوم ناصر صباح الأحمد الصباح وعقد آمالاً عريضة عليه لتوفير فرص استثمار للقطاع الخاص تعزز السياحة والانفتاح الاقتصادي وتوفر فرص عمل للمواطنين؟

للمزيد إقرا: الكويت بعد الغزو... بين الفرص الضائعة وآفاق العبور نحو كويت جديدة

غني عن البيان ان القيادة السياسية واعية لهذه التحديات وضرورة المضي قدماً لإنجاز المشاريع الحيوية ومعالجة أوضاع التعليم وإصلاح البنية السكانية في البلاد.

font change

مقالات ذات صلة