ترمب وطموح الولاية الثالثة… هل يصمد الدستور الأميركي؟

السيناريوهات المحتملة التي من الممكن أن يلجأ إليها ترمب

 أ.ف.ب
أ.ف.ب
الرئيس دونالد ترمب يدخل حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة السابع والأربعين في مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن العاصمة، الاثنين 20 يناير

ترمب وطموح الولاية الثالثة… هل يصمد الدستور الأميركي؟

أعتاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال فترته الرئاسية الأولى المزاح حول إمكانية ترشحه إلى فترات رئاسية أخرى بعد استنفاد الحدود القصوى الدستورية للمدد الرئاسية، ومع بداية فترته الرئاسية الثانية مطلع هذا العام، تكررت هذه التصريحات بوتيرة أكبر كان آخرها تصريحه لشبكة "NBC" الإخبارية الأميركية، بأنه "لم يكن يمزح" بشأن هذا الاحتمال، مشيرا إلى أنه من الممكن إيجاد "وسائل" قد تتيح له الترشح لفترات رئاسية أخرى، وتجاوز القيود الدستورية المفروضة في هذا الشأن.

تأتي هذه التصريحات في سياق سلسلة من المواقف والتصرفات تثير تساؤلات حول مدى التزام إدارته بالقيود والأطُر الدستورية التقليدية، خصوصا فيما يتعلق بالتوسع في الصلاحيات الدستورية للسلطة التنفيذية.وهو ما يطرح بالتبعية تساؤلا جوهريا: هل يمكن للرئيس الأميركي فعليا أن يتخطى القيود الدستورية– لا سيما التعديل الدستوري الثاني والعشرين– بشأن عدد فترات الرئاسة؟ وهل توجد فعلا "طرق قانونية أو سياسية أو واقعية" للالتفاف حول النص الدستوري؟ وما هو الموقف المحتمل من الكونغرس والمحكمة العليا، من سيناريوهات "الفترة الثالثة"؟

النص الدستوري قبل التعديل الثاني والعشرين

نصت الفقرة الأولى من المادة الثانية من الدستور والمتعلقة بالسلطة التنفيذية على أن "تُناط السلطة التنفيذية برئيس الولايات المتحدة الذي يتقلد منصبه لمدة أربع سنوات، ويتم انتخاب الرئيس، وكذا نائبه الذي يتم اختياره للمدة نفسها". وقد حددت هذه الفقرة الشروط الواجب توافرها فيمن يُرشح لمنصب الرئاسة بشكل مقتضب ومختصر للغاية، ولم تحدد الحد الأقصى للفترات الرئاسية كما خلت من أي موانع أخرى للترشح.

كان جورج واشنطن أول رؤساء الولايات المتحدة، هو من أرسى تقليد "الفترتين الرئاسيتين"، عندما رفض الترشح لفترة رئاسية ثالثة في انتخابات عام 1796، وذلك عندما أعلن في "رسالة الوداع" التي كتبها إلى الشعب الأميركي قبيل نهاية ولايته، ليشكره فيهاعلى منحه الثقة بانتخابه مرتين، ويذكرهم بخوفه على مستقبل نظام حكم الأمة الناشئة من تحوله لنظام حكم استبدادي أو شبه ملكي، ويوصيهم بُحسن اختيار من يصوتون له في الانتخابات، وأنه لم يترشح لتفادي نشوء حكم فردي دائم أو "ملكية جمهورية"، وذلك تعزيزا لمبادئ الحكم الرشيد، ومنعا لتركيز السلطة في يد شخص واحد، وضمانا للتداول السلمي للسلطة في الدولة الوليدة.

أسس واشنطن بذلك عُرفا دستوريا حرص الرؤساء اللاحقون ابتداء من توماس جيفرسون، الرئيس الثالث على الاقتداء به، واحترامه والاستمرار فيه لأكثر من قرن، باستثناء أربعة رؤساء لم يلتزموا بهذا التقليد، وحاولوا الترشح لفترة ثالثة وهم: يوليسيس غرانت (1869–1877)، وجروفر كليفلاند (1885-1889) و(1893-1897)– وهو الرئيس الوحيد، إضافة إلى ترمب، الذي أمضى فترتين رئاسيتين منفصلتين– بالإضافة إلى وودرو ويلسون (1913-1921) وأخيرا ثيودور روزفلت (1901-1909) حاولوا جميعا الترشح لفترة ثالثة إلا أنهم خسروا الانتخابات التمهيدية لأحزابهم لاختيار مرشح الرئاسة، لذلك وخلال الفترة من نهاية مدة واشنطن عام 1797 حتى بداية مدة فرانكلين روزفلت 1933تم اقتراح حوالي 12 محاولة لتعديل الدستور وتضمينه قيدا دستوريا صريحا على الحد الأقصى للمدد الرئاسية إلا أن هذه المحاولات جميعها لم يتم إقرارها.

فرانكلين روزفلت وفتراته الرئاسية الأربع

كان للظروف الاستنثنائية التي مر بها العالم عموما والولايات المتحدة خصوصا في فترة ما بين الحربين العالميتين أكبر الأثر على ولاية الرئيس فرانكلين روزفلت (1933-1945)، حيث ضرب الكساد العظيم اقتصاد الولايات المتحدة عام 1929، وبناء على ذلك تم انتخاب الرئيس روزفلت مرشحا عن الحزب الديمقراطي بحزمة برامج رئاسية طموحة تهدف لإعادة بناء الدولة وإنعاش الاقتصاد الأميركي، كان أهم هذه البرامج "برنامج الصفقة الجديدة أو الاتفاق الجديد"، خلال الفترة من (1933-1939).

وما لبثت أن اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، ودخلت الولايات المتحدة الحرب رسميا عام 1941، كل هذه العوامل كانت حاسمة في استمرار ولاية فرانكلين روفلت قرابة 12 عاما،ترشح خلالها للرئاسة في أربع فترات، أكمل ثلاثا منها، وأمضى في الرابعة قرابة 83 يوما قبل وفاته في أبريل/نيسان 1945، وخلفه نائبه هاري ترومان الذي أكمل فترة روزفلت قبل ترشحه لمدة أخرى.

هناك عوامل حاسمة في استمرار ولاية فرانكلين روفلت قرابة 12 عاما،ترشح خلالها للرئاسة في أربع فترات، أكمل ثلاثا منها، وأمضى في الرابعة قرابة 83 يوما قبل وفاته في أبريل 1945

التعديل الثاني والعشرون للدستور وقانون الخلافة الرئاسية

كانت فترات الرئيس روزفلت الأربع معضلة بالنسبة لأعضاء الكونغرس بغرفتيه والذي كان الحزب الجمهوري يسيطر على الأغلبية فيهما، إذ اتفقوا على أن استمرار الرئيس في الحكم لأكثر من فترتين يمثل تهديدا مباشرا لمبدأ تداول السلطة، وقد يؤدي إلى نوع من "الملكية المنتخبة"، تقوض الديمقراطية وتُفرّغها من مضمونها وتُضعف من سلطات الكونغرس والقضاء، ولمنع تكرار هذا السيناريو مستقبلا اقترح عضو مجلس النواب الجمهوري أيرل ميتشنير مشروع التعديل الدستوري في صورة "قرار مشترك" لمجلسي الكونغرس.

غيتي
فرانكلين د. روزفلت (1882-1945)، رئيس الولايات المتحدة (1933-1945)

وقد نص التعديل على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس لأكثر من فترتين، كما لا يجوز لأي شخص تقلد منصب الرئيس أو قام بمهام الرئيس لأكثر من سنتين من أصل مدة ولاية انتخب لها شخص آخر رئيسا، أن يُنتخب لمنصب الرئيس لأكثر من فترة واحدة. ولكن هذه المادة لا تطبق على أي شخص كان يشغل منصب الرئيس لدى اقتراح الكونغرس هذه المادة، ولا تمنع أي شخص يكون شاغلا منصب الرئيس أو قائما بأعمال الرئيس خلال فترة الولاية التي تصبح فيها هذه المادة نافذة المفعول، من تولي منصب الرئيس أو القيام بأعمال الرئيس حتى نهاية هذه الولاية.ولا تصبح هذه المادة نافذة ومعمولا بها إلا إذا أقرت كتعديل للدستور من قبل الهيئات التشريعية لثلاثة أرباع مختلف الولايات، وذلك في غضون سبع سنوات من إحالة الكونغرس هذا التعديل إلى الولايات".

نص التعديل على أنه لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس لأكثر من فترتين، كما لا يجوز لأي شخص تقلد منصب الرئيس أو قام بمهام الرئيس لأكثر من سنتين من أصل مدة ولاية انتخب لها شخص آخر رئيسا، أن يُنتخب لمنصب الرئيس لأكثر من فترة واحدة

وقد وافق الكونغرس على هذا التعديل عام 1947 بأغلبية ثلثي أعضاء مجلسيه، النواب والشيوخ(النصاب المحدد في الدستور)، وأصبح التعديل الدستوري نافذا عام 1951 بعد تصديق ثلاثة أرباع الولايات المتحدة (36 ولاية من أصل 48 قبل انضمام ألاسكا وهاواي للاتحاد عام 1959)، ورفض ولايتين وامتناع خمس ولايات عن التصديق.

كما تمم الكونغرس هذا التعديل بإصداره "قانون الخلافة الرئاسية عام 1947" والذي وضع ترتيبا محددا سلفا لخلافة رئيس الولايات المتحدة في حالة شغور منصبه أو في حالة خلو عدة مناصب في الحكومة الأميركية، منعا لحدوث أزمة دستورية بسبب شغور منصب الرئاسة، وضمانا لاستمرار عمل الحكومة الأميركية والدولة بوجه عام بانتظام واضطراد.

ووفقا لترتيب وتسلسل خط الخلافة الرئاسية، يتولى المنصب في حالة شغوره نائب الرئيس، وإذا كان منصب نائب الرئيس شاغرا بدوره في الوقت ذاته، يتولى مهام منصب الرئاسة بالإنابة كل منرئيس مجلس النواب، ثم رئيس مجلس الشيوخ المؤقت (بحسبان أن رئيس مجلس الشيوخ هو نائب الرئيس وفقا للدستور)، ثم إلى الوزراء الـ15، وفقا لأهلية كل منهم في تولي مهام المنصب، ويأتي وزير الخارجية في الترتيب الأعلى والرابع في الخلافة (بعد رئيس مجلس الشيوخ المؤقت)، ويتبعه باقي الوزراء وفقا لتسلسل إنشاء وزارتهم، ويُستثنى من تولي مهام منصب الرئاسة الوزراء الذين يعتبرون دستوريا "غير مؤهلين لمنصب الرئيس"، ويتم الانتقال إلى الشخص التالي في الترتيب.

المحكمة العليا الأميركية والتعديل الثاني والعشرون

لم يسبق أن حاول رئيس أميركي بعد التعديل الثاني والعشرين عام 1951 خوض فترة ثالثة فعليا، وأي محاولة فعلية للترشح أو الخدمة بعد فترتين ستخضع حتما للطعن أمام المحاكم، ويتوقع أن ترفضها المحكمة العليا استنادا إلى وضوح نص التعديل الثاني والعشرين– نسبيا– وبالتالي فلا يوجد سابقة للمحكمة العليا الأميركية تتعلق بالتعديل الثاني والعشرين، إذ لم تصدر المحكمة العليا أي حكم قضائي مباشر بطعن أو طلب تفسير متعلق بهذا التعديل، والذي بقي مستقرا منذ التصديق عليه عام 1951، وغير مثار للجدل من الناحية القضائية، بسبب وضوح نصه– نسبيا– وعدم وجود طعون دستورية جدية ذات صفة قانونية تخوّل للمحكمة نظرها،ومع ذلك، هناك بعض السوابق القضائية غير المباشرة والمتعلقة بمدى صلاحية تولي المناصب الفيدرالية قد تُسهم في فهم توجه المحكمة من التعديل الثاني والعشرين، أهمها قضية "باول ضد ماكورماك" عام 1969، والتي قضت فيها المحكمة بعدم جواز استبعاد الكونغرس لعضو منتخب إلا إذاانتهك الشروط الواردة في الدستور، وكذلك بعدم جواز إضافة الكونغرس لشروط مؤهلة جديدة لعضوية مجلس النواب تتجاوز ما هو منصوص عليه في الدستور. وكذلك قضية "منظمة حدود فترات الولاية العامة للمناصب الفيدرالية ضد ثرونتون" عام 1995، والتي قضت فيها المحكمة بعدم دستورية وإلغاء قانون للولايات يفرض حدودا زمنية قصوى لشغل أعضاء الكونغرس لمناصبهم، وقررت أن شروط الترشح للمناصب الفيدرالية منصوص عليها حصريا في الدستور ولا يجوز الافتئات على سلطة المشرع الدستوري في هذا الصدد، وأضافت المحكمة أن تفسير النص الدستوري هو الفيصل النهائي في مثل هذه النزاعات.

أربع طرق للرئاسة

وفقا للتحليل العميق والشامل للدستور الأميركي وتعديلاته السبعة والعشرين فقد حدد فقهاء القانون الدستوري الأميركي أربع طرق على سبيل الحصر يمكن من خلالها تولي منصب الرئاسة:

الأول: "انتخاب" الرئيس عن طريق التصويت الشعبي والمُجمع الانتخابي المنصوص عليه في التعديل الثاني عشر للدستور، ويلاحظ في هذه الطريقة استعمال لفظ "انتخاب" فقط دون غيرها.

الثاني: "اختيار" الرئيس من قبل مجلس النواب، وذلك في فشل أي من المرشحين للرئاسة في الحصول على أغلبية أصوات المُجمع الانتخابي، ومن ثم يتم اختيار الرئيس قبل بداية المدة الرئاسية الجديدة وفقا لاختيار مجلس النواب، ويلاحظ في هذه الطريقة استعمال لفظ "اختيار" فقط دون غيرها.

الثالث: "تولي" نائب الرئيس منصب الرئاسة في حالة موت أو استقالة أو عزل رئيس الولايات المتحدة عن منصبه، عملا بنص التعديل الخامس والعشرين. ويلاحظ في هذه الطريقة استعمال لفظ "يتولى أو يصبح" فقط دون غيرهما لأنها تحدث بشكل مباشر بقوة القانون والدستور.

الرابع: "الرئاسة بالإنابة المؤقتة" ويتولاها نائب الرئيس أو أي شخص من "الأشخاص المؤهلين دستوريا" لتولي منصب الرئاسة بإنابة وفقا للتسلسل الوارد في قانون الخلافة الرئاسية عام 1947.

ومن ثم يمكن القول إن هناك طرقا أخرى غير "الانتخاب" لتولي مهام منصب الرئيس، بسببوجود ثغرة أو فراغ تشريعي في صياغة مواد الدستور، قدتسمح لفرد أن يتولى منصب نائب الرئيس (أو رئيس مجلس النواب)، ثم يتولى الرئاسة دون أن يكون مؤهلا لمنصب الرئاسة في حد ذاته، وأن مناط التفرقة بين الانتخاب والطرق الأخرى يعود لطبيعة تفسير مواد الدستور، ولا يمكن على اليقين معرفة كيف ستفسر المحكمة العليا المواد والتعديلات الدستورية الخاصة بالشروط والمدد الرئاسية.

يمكن القول إن هناك طرقا أخرى غير "الانتخاب" لتولي مهام منصب الرئيس، بسببوجود ثغرة أو فراغ تشريعي في صياغة مواد الدستور، قدتسمح لفرد أن يتولى منصب نائب الرئيس (أو رئيس مجلس النواب)، ثم يتولى الرئاسة دون أن يكون مؤهلا لمنصب الرئاسة

السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن يلجأ إليها ترمب

سيناريو التعديل الدستوري: أحد أبرز السيناريوهات المحتملة هو اقتراح تعديل دستوري، يلغي الحد الأقصى للمدد الرئاسية وينسخ التعديل الثاني والعشرين، وقد شهد الكونغرس عدة محاولات لإلغاء هذا التعديل أو تعديله، وكانت أبرز الحجج التي قيلت لإلغائه، الحاجة لاستمرارية القيادة في الأزمات، وحق الشعب في اختيار من يشاء دون قيود، وعلى الرغم من انتقاد عدة رؤساء مثل هاري ترومان ورونالد ريغان وبيل كلينتون التعديل الثاني والعشرين، فإنهم لم ينجحوا في تغييره بسبب نقص الدعم وحضور المخاوف من الاستبداد بقوة في الفكر السياسي الأميركي،وبسبب الحاجة لإجماع سياسي وشعبي واسع، ومن الممكن إجراء تعديل محدود جزئي، يسمح بفترات أخرى غير متتالية، أو رفع الحد الأقصى إلى ثلاث فترات بدلا من فترتين. إلا أن تحقيق هذا السيناريو من غير السهل تحقيقه على الرغم من سيطرة الجمهوريين بأغلبية بسيطة على المجلسين، بسبب الشروط الدستورية الصارمة المتمثلة في موافقة ثلثي أعضاء مجلسي الكونغرس، وتصديق المجالس التشريعية لثلاثة أرباع الولايات المتحدة.

غيتي
جورج واشنطن (1732 - 1799)، أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية

سيناريو طلب التفسير القضائي من المحكمة العليا: وذلك السيناريو ليس مستبعدا، فمن الممكن لترمب بصفته رئيسا للولايات المتحدة طلب تفسير التعديل الثاني والعشرين، وبيان ما إذا كان الحظر على "الانتخاب" فقط، أم يمتد الحظر لكافة وسائل تولي المنصب، إعمالا لمقولة رئيس المحكمة الأسبقجون مارشال، حين قال: "إن وظيفة وواجب السلطة القضائية بصورة قاطعة أن تقول، ما هو القانون".

ومن غير المستبعد أن يكون تفسير المحكمة في صالح ترمب إذا أخذت المحكمة بمبدأ "التفسير الحرفي الضيق" للنصوص الدستورية، لا سيما أن ستة قضاة من تشكيل المحكمة الحالي تم ترشيحهم من رؤساء جمهوريين (جورج بوش الابن، ودونالد ترمب) وثلاثة من رئيسين ديمقراطيين (باراك أوباما، وجو بايدن).

سيناريو التحايل والالتفاف على النصوص الدستورية والقانونية: ووفقا لهذا السيناريو يمكن لترمب أن يكون نائبا لرئيس منتخب (وغالبا سيكون نائبه الحالي جيه دي فانس، مثلما حدث مع الرئيس الروسي بوتين وميدفيديف في المدة الرئاسية 2008-2012)، وفي حالة ما إذا فسرت المحكمة العليا نص التعديل الثاني والعشرين لصالح ترمب، فمن من الممكن أن يستقيل المرشح الأساسي بعد فوزه ويتولى المنصب بقوة الدستور، أما إذا لم يكن التفسير في صالح ترمب فيمكن تنسيق شغور منصب الرئاسة بسبب عدم قدرة الرئيس على مباشرة سلطاته وليس بسبب الموت أو الاستقالة أو العزل، في هذه الحالة ومع بعض الحيل الإجرائية، يمكن– نظريا– وبموجب قانون الخلافة الرئاسية أن يتولى ترمب الرئاسة بالإنابة مؤقتا.

إن تحقق أيٍ من هذه السيناريوهات يمثل واحدا من أعمق مخاوف الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وهو أن يتم تقويض الأسس التي قامت عليها الجمهورية الأميركية، وأن يتحول نظام الحكم فيها إلى نظام فردي، فضلا عن أثر مثل هذه الممارسات على ثقة الناخبين والعملية الانتخابية وعلى صورة الولايات المتحدة كنموذج ديمقراطي، وقد تؤدي إلى حالة من الاستقطاب المجتمعي، قد ينتهي بعزل الرئيس ترمب من منصبه، حماية للدستور الأميركي وقيمه.

font change