زجليات "حصر السلاح" بلبنان... كضربة سيف في الماءhttps://www.majalla.com/node/327250/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%B2%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%83%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1
تخفي وراءها معظم مصائب لبنان وكوارثه وتلهي سائر أهل البلاد عما يتكبدونه من عذابات
أ.ف.ب
مدرعة للجيش اللبناني متمركزة في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء بدء عملية تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية للدولة اللبنانية، في 21 أغسطس 2025
قد لا تضاهى "الديمقراطية اللبنانية" في مقدرتها على تفريغ الحوادث والخلافات والأزمات "السياسية" الكبرى من معناها، والامتناع عن إيجاد حلول حقيقية، فعلية وعملية لها، باسم تلافي الشقاق الأهلي الطائفي، وفي الحقيقة والواقع تأجيله الذي يفاقمُه ويسعرُه. وهذا بعدما تكون الجماعات وزعماؤها قد اجتهدوا في توسل النعرات والشقاق لتعميق تلك الخلافات والأزمات واستمرارها.
وفي سياق هذه الدوامة، غالبا ما تُستبدل السياسة بحفلات زار أو زجل على مسرح خطابي واستعراضي سقيم، أغرق البلاد منذ زمن بعيد في خراب عميم، بعد حروب أهلية إقليمية مديدة، ولا تلبث أن تتناسل وتتجدد ساخنة أو باردة. وهذا إذا جاز القول إن ديمقراطية النظام اللبناني تجاوزت، منذ نشأة لبنان المعاصر وفي يوم من أيامه، الديمقراطية الطائفية التي تحول السياسة حفلات زار وزجل، في عشيات الحروب وبعدها.
السلاح الفعلي الذي تنعقد الجلسات الحكومية وحفلات الزجل لـ"حصره" أو نزعه اليوم، هو سلاح "حزب الله" الذي دمرت إسرائيل معظمه
نهاية السلاح الفلسطيني؟
وآخر هذه الحفلات على المسرح اللبناني، وهي مرشحة للاستمرار مديدا، عنوانها "حصر السلاح في يد سلطات الدولة" اللبنانية الرسمية. وهو لم يعد محصورا في يدها بعدما كرس "اتفاق القاهرة" في العام 1969، حرية ما للسلاح الفلسطيني على الأراضي اللبنانية لمقاومة إسرائيل، عقب تمكنها من هزيمة جيوش 3 دول عربية مجتمعة في يونيو/حزيران 1967.
ومنذ وُقع ذاك الاتفاق بدأ تصدع دولة لبنان الهشة أصلا، والمركبة من توازنات طائفية داخلية، برعاية إقليمية ودولية شبه دائمة. وكان لافتا أن دهاقنة السياسة الطائفية وحكامها من زعماء ومتصدري مناصب طائفية، تنصلوا من توقيع "اتفاق القاهرة"، وأخذ كلُ واحد منهم يرمي تبعاته على الآخرين. وذلك بعدما تركوا "موظفا" في منصب عسكري كبير- هو قائد الجيش اللبناني- يتورط بتوقيعه، مستجيبا لسطوة الرئيس جمال عبدالناصر الذي يقال إنه وعد ذاك القائد آنذاك، إميل البستاني، برئاسة الجمهورية.
زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات والرئيس المصري جمال عبد الناصر، بعد توقيع "اتفاقية القاهرة"، مصر في 3 نوفمبر 1969
ومنذ أيام، شرع الجيش اللبناني بنزع أو جمع سلاح "اتفاق القاهرة" من منظمة "فتح" في المخيمات الفلسطينية بلبنان، وسط ترحيب قادتها في المخيمات ورام الله بذلك. ولإفراغ الحدث "التاريخي" من معناه وتحويله إلى ما يشبه مهزلة، نشب نزاع مسلح واسع في مخيم برج البراجنة الفلسطيني بقلب ضاحية بيروت الجنوبية بعد يومين من المباشرة في جمع السلاح، وقيل إن أسلحة ثقيلة اسخدمت فيه، وإنه من طبيعة عائلية.
بقايا سلاح يستحيل استعماله
لكن السلاح الفعلي الذي تنعقد الجلسات الحكومية وحفلات الزجل لـ"حصره" أو نزعه اليوم، هو سلاح "حزب الله" الذي دمرت إسرائيل معظمه- وهي أعتى قوة عدوانية منظمة ومنفلتة على الغارب في الشرق الأوسط بدعم وتفويض أميركيين كاملين تقريبا- وحولته في الشهرين الأخيرين من العام الماضي (2024) ركاما، وشلت القدرات العسكرية واللوجستية لـ"الحزب" المذكور شللا تاما. وهي بالتدمير والقتل شبه اليوميين تمنع تماما احتمال استخدام بقايا السلاح. وهذا بعدما دمرت قرى وبلدات حدودية جنوب نهر الليطاني، وسوتها بالأرض. والنهر ذاك تعفن منذ سنوات مجراه بفعل الإهمال والتلوث والنفايات، وجف أخيرا ماؤه بفعل التحول المناخي، ما جعل بحيرة القرعون جنوب البقاع مستنقعا ضحلا للأوبئة.
عدوى الزجل اللبناني أصابت مبعوثين أميركيين، يتقدمهم مبعوث الرئيس ترمب، و"المتأصل (مثله) في الثروة" وفي الدبلوماسية الشعبوية: توم باراك، الزحلاوي اللبناني الأصل البعيد
وسوى زجليات السلاح من ضرورات الحياة في لبنان (العمل، الاقتصاد، التعليم، العمران، الماء، الكهرباء، البنى التحتية المتآكلة، المصارف...). يُهمل تماما ليستغرق الجميع في زجليات "حصر السلاح" الذي دُمر معظمه، ولم يعد بمقدور أصحابه الخروج من بيوتهم ومخابئهم لاستعمال ما تبقى منه.
وهذا من دون أن تتوقف إسرائيل عن الإجهاز على بقيته وعلى كل من تشك في أنه قد يحاول صيانتها أو تفقدها في مخابئها.
وبعد ظهر نهار الجمعة 5 سبتمبر/أيلول الجاري، انعقدت جلسة موعودة للحكومة في حضور قائد الجيش، لإقرار خطة الجيش التنفيذية لجمع سلاح "حزب الله". وما إن بدأ قائد الجيش بعرض خطته، حتى بادر وزراء "الثنائي الشيعي" الخمسة إلى الانسحاب من الجلسة تباعا. وهم في هذا أعلنوا أنهم لا يعارضون الخطة التنفيذية فحسب، بل لا يعترفون بوجود مسبقاتها وأصولها، أي قرار الحكومة بـ"حصر السلاح في يد سلطات الدولة"، والذي ردد المتحدثون باسم "الثنائي" أنه لا يعنيهم، ويعتبرونه غير موجود أصلا وفصلا. وهذا وأشباهه من تعطيل الحياة السياسية ومؤسساتها الدستورية، سلوك جربته مديدا قوى "الممانعة" واعتمدته نهجا سياسيا دائما، حتى وصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم.
أسلحة ومعدات عرضها الجيش الإسرائيلي ويقول إنها تابعة لحزب الله اللبناني، والتي استولى عليها خلال عمليته البرية في جنوب لبنان، قاعدة عسكرية شمال إسرائيل، في 23 ديسمبر 2024
أما الوزراء الآخرون- أي حكومة القوى السياسية الأهلية التي تؤيد قرار "حصر السلاح"- فاكتفوا بـ"الترحيب" بخطة الجيش، من دون الإشارة إلى مترتبات انسحاب وزراء "الثنائي" من الجلسة الوزارية، كأنما الأمر لا يعنيهم. وهذا يعني أن "حصر السلاح" سيستمر كحفلة زجل إلى ما شاءت له الأقدار أن يستمر على المسرح اللبناني.
تلبنن المبعوثين الأميركيين
وكانت زجليات المسرح اللبناني قد شملت أشكالا وألوانا لا تُحصى من المشاهد والصور والأصوات اللاغطة والمنتشرة متنافرة في سائر مناطق لبنان وبين جماعاته وزعمائه وسياسييه وإعلامييه. لكن الجديد أن عدوى الزجل اللبناني أصابت مبعوثين أميركيين، يتقدمهم مبعوث الرئيس ترمب، و"المتأصل (مثله) في الثروة" وفي الدبلوماسية الشعبوية: توم باراك، الزحلاوي اللبناني الأصل البعيد.
ولما كان باراك قد حاول زيارة ركام بلدة الخيام الحدودية اللبنانية التي دمرتها إسرائيل، امتنع عليه ذلك، لأن بقايا أهلها خرجوا من ركامها متظاهرين محتجين، ورافعين أعلام "حزب الله". وهذا بعدما كان زميل باراك، السيناتور الأميركي ليندسي غراهام قد أعلن في بيروت عن عزم بلاده على المساعدة في تحويل الشريط الحدودي الجنوبي اللبناني منطقة صناعية، لتنميتها واستيعاب مقاتلي "حزب الله" وإغراء جمهوره، بعد إلقاء سلاحهم وتخليهم مع أهلهم عن حزبهم الذي هندس حياتهم ومشاعرهم وعواطفهم ولغتهم، وغيّر حياتهم ووعيهم ومخيلتهم ولاوعيهم، منذ نحو 40 سنة.
ومن مشاهد حفلات الزار البيروتية، حفل العشاء الكبير في أحد مطاعم الأشرفية البيروتية الفخمة، والذي ضم، إلى غراهام وزميلته مورغان أورتاغوس، نحو 50 شخصية لبنانية تحتفل بشعار "حصر السلاح"، بوصفه هدية سقطت عليهم من السماء.
وفي ذاك الحفل خاطب غراهام الحاضرين قائلا لهم إن بلاده قد تقترحُ على لبنان إبرام "اتفاق دفاع مشترك، للحفاظ على التنوع اللبناني". فكيف يمكن يا ترى الحفاظ على تنوع اجتماعي "مدني" أو أهلي في لبنان، بواسطة اتفاقية أمنية أو عسكرية، فيما تدور الزجليات اللبنانية والدولية اليوم حول مسألة "نزع السلاح"؟! هذا فيما أشار غراهام صراحة في كلمته إلى ما معناه أن مصلحة المسيحيين اللبنانيين في الشرق، تقتضي مقاومة "حزب الله" حتى إلقاء سلاحه.
تخفي أهازيج "حصر السلاح" الزجلية وراءها معظم مصائب لبنان وكوارثه، وتلهي سائر أهل البلاد عما يتكبدونه من عذابات جراء هذه المصائب والكوارث التي يغرقون فيها
أما السيدة أورتاغوس فقد استخفها من الزجل اللبناني مشاهدُه في فن نمط العيش الاستعراضي، فاستَبقَت حفل العشاء بتصفيف شعرها في أحد أشهر صالونات التجميل النسائي البيروتية. ثم صورت زيارتها الصالون وتصفيفة شعرها، وبثت صورها على منصات التواصل الاجتماعي، على طريقة تباهي سيدات "المجتمع الراقي" اللبناني بترفهن وزينتهن وسياراتهن من طراز الدفع الرباعي، وفيما هن ذاهبات إلى سهراتهن العامرة في المطاعم. وهذا خصوصا في يوميات موسم صيف المغتربين اللبنانيين العائدين للاحتفال بأنفسهم وكرمهم وثرواتهم الاغترابية التي يعتاش بفضلاتها أهلهم وأقاربهم المعوزون المفقرون في سنوات الإفلاس اللبناني الكبير.
وكان لافتا أن تتقدم حضور حفل العشاء البيروتي الكبير، شخصيات من كبار المصرفيين في لبنان، أولئك لذين تواطأوا مع دهاقنة السياسة على نهب مدخرات المودعين ومالية الدولة العامة طوال عقود. وقد لا يكون من المستهجن حضور حاكم مصرف لبنان الجديد الذي رمى دهاقنة المال والسياسة اللبنانيون بثقلهم لإيصاله إلى منصبه، فيما يتهيأ القضاء اللبناني للإفراج عن حاكم مصرف لبنان السابق طوال عقود كثيرة، بعد سجنه ككبش محرقة، فداء لسواه من الضالعين في حفلة الإفلاس الكبير.
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام والموفد الأميركي السفير توم باراك ونائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس خلال اجتماع في السراي الحكومي، بيروت في 18 أغسطس
وقد يكون الحنين إلى الطوبى اللبنانية التي تحولت بدورها ركاما منذ زمن بعيد، استخف السيد توم باراك، فأراد زيارة آثار مدينة صور الفينيقية. لكن ما حدث في بلدة الخيام الحدودية، نغص على المبعوث الأميركي حنينه، ومنعه من الوصول إلى صور وآثارها التاريخية المهملة والخربة. وتحدثت منصات إعلامية لبنانية كثيرة عن خسارة باراك أو حرمانه من تناول وجبة سمك متوسطي في أحد مطاعم المدينة الفينيقية البحرية.
وما إن غادر المبعوثون الأميركيون لبنان، حتى استأنفت المسيرات الإسرائيلية الحربية عملها الروتيني في سماء لبنان، قصفا وقتلا في الجنوب، وعنينا أو أنينا في سماء بيروت، يبعث ذكريات أليمة، بل يبعث على الاكتئاب... أما الشيخ نعيم قاسم، أمين عام "حزب الله" وسلاحه، فكان قد استبق زيارة المبعوثين الأميركيين لبنان، بخطبة تلفزيونية زجلية عصماء قال فيها إن "من ينزع سلاحنا كأنه ينزع روحنا".
زجليات محلية
تخفي أهازيج "حصر السلاح" الزجلية وراءها معظم مصائب لبنان وكوارثه، وتلهي سائر أهل البلاد عما يتكبدونه من عذابات جراء هذه المصائب والكوارث التي يغرقون فيها. ينسون أن لا ماء ولا كهرباء في بيوتهم ومراكز أعمالهم، إلا ما تزودهم به صهاريج ومولدات خاصة باهظة التكلفة في بناياتهم وأحيائهم. وينسون أيضا أن مؤسساتهم الإدارية العامة التي تعمل فيها جيوش من موظفين يائسين، صارت مأوى للعطالة والاهتراء والفساد.
في لبنان كل شيء مؤجل ومعلق ومتراكم ومتروك تسييره لفوضى عارمة في الإدارات العامة الخربة، في انتظار "حصر السلاح" التالف أو غير القابل للاستعمال
فمخالفة السير مثلا، يتطلب تسديدها في الدوائر الإدارية مراجعات مرهقة قد تستمر سنة بلا جدوى ولا نتيجة: الطابع المالي للمخالفات توقفت المطابع عن طباعته. فيذهب المخالف شخصيا إلى دوائر شرطة السير لدفع قيمة المخالفة، فيطلب منه رجال الشرطة جلب طابع مالي مفقود أصلا. بعد 10 أيام تحول المخالفة إلى المحاكم، حيث تتكدس قسائم مئات آلاف المخالفات. البعض يكلف محامين لتخليص مثل هذه المعاملات. آخرون يدفعون رشاوى لتخليصها. وهذا مثل صغير من فيض الاهتراء الإداري السائد في الإدارات الحكومية كلها بلا استثناء.
والقوانين التي تسير شؤون الناس الحياتية، معلقة وغير نافذة منذ سنين كثيرة، وصارت خردة ومن ماضي الذكريات. وفي لبنان كل شيء مؤجل ومعلق ومتراكم ومتروك تسييره لفوضى عارمة في الإدارات العامة الخربة، في انتظار "حصر السلاح" التالف أو غير القابل للاستعمال.
أنصار حزب الله اللبناني يغلقون الشوارع بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على موافقة الحكومة على خطة نزع سلاحه، الضاحية الجنوبية لبيروت، 8 أغسطس 2025
لكن الجماعات اللبنانية يعيش كل منها على هواه في دياره. مثلا: مشهد مفاجئ في شارع رئيس يصل إلى وسط بيروت شبه المهجور من سنين كثيرة. شلة فتيان يترجلون عن دراجاتهم النارية، ويوقفونها وسط الشارع، وقت زحام السير في الظهيرة فيعطلون حركته تماما. يضعون على الإسفلت أسهم نارية ويشعلونها وسط الشارع. يختلط صخب مفرقعاتهم بزمامير السيارات المتوقفة خلف سيارة عرس بيضاء فخمة مكشوفة، ويجلس على مقعدها الخلفي عروسان بأبهى ثياب الأعراس البيضاء. يستمر المشهد على هذه الحال دقائق، قبل أن يمتطي الفتيان الدراجات النارية وينطلقون أمام موكب العرس الذي تطلق سياراته أبواقها بلا توقف. لا أحد يعالج مثل هذا التفلت والانحلال العام... في انتظار "حصر السلاح".
في شمال لبنان على سفوح جبل المكمل و"أرزه الشامخ الخالد"، أحيى أهالي عرين "الهوية اللبنانية" الخالدة حفلات عامرة ببلدات زاهرة في وداع موسم الصيف والاصطياف. وهذا بالتزامن مع زيارة المبعوثين الأميركيين لبنان، واحتفاء ضمنيا بزيارتهم وكلامهم، رقصا ودبكة وعروض أزياء نسائية، تأييدا لشعار "حصر السلاح"، الذي رفضا لقرار حصره هدد "تنظيم الثنائي الشيعي العمالي" بتسيير مظاهرة إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت المهجور. لكن سرعان ما ألغيت المظاهرة. هذا فيما تداعى نواب وناشطون من جماعات التصفيق لـ"حصر السلاح" إلى زيارة قصر العدل البيروتي وتقديم شكوى بأمين عام السلاح الشيخ نعيم قاسم لمحاكمته بجرم تهديد السلم الأهلي والتحريض الطائفي.
ليس هذا سوى غيض من فيض زجليات "حصر السلاح" وهي ستستمر على هذا المنوال، وربما بوتائر أعلى فأعلى في بلاد السيبة والخراب.