أنهى الرئيس السوري أحمد الشرع كل التكهنات حول دور روسيا في مرحلة معركة ردع العدوان التي انطلقت نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي أفضت إلى انهيار النظام السوري وهروب بشار الأسد إلى موسكو. تصريحات الشرع وتوضيحاته حيال الدور الروسي والمكانة الروسية في ماضي ومستقبل روسيا ربما تهدف إلى تخفيف الغضب الشعبي من روسيا التي ساندت النظام السوري بكل قوّتها العسكرية، كما تُمهد تصريحات الشرع الطريق لطبيعة التوافقات التي يمكن أن يتم التوصل إليها مع موسكو على المستوى العسكري والاقتصادي، فالشرع أكد أنه لا بد من "تجاوز" عقبات الماضي والتعامل "بديناميكيات واسعة" وأن العلاقات ينبغي أن تُبنى "على أساس السيادة السورية".
الشرع وفي مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول الجاري أوضح أن قوات "ردع العدوان" عندما وصلت حماة جرت مفاوضات مع روسيا، و"عند وصولنا إلى حمص، ابتعد الروسي عن المعركة، ضمن اتفاق جرى بيننا وبينها، وهذا كان له أثر إيجايي"، إلا أن الرئيس الشرع لم يكشف طبيعة التوافقات التي تمت مع الجانب الروسي حينها، وهل تضمنت إبقاء الأسد دون محاكمة وإخراجه مع عدد آخرين من الضباط السوريين الذين ارتبطوا بروسيا خلال السنوات الماضية. الشرع قال إن قوات "ردع العدوان" وخلال المفاوضات مع الروس رأت أن روسيا "ليست متمسكة" بشخص النظام، وأن ما يهمها في سوريا مصالح وعلاقات قديمة وتاريخية واستراتيجية.
وعن مستقبل العلاقة مع الروس، قال الشرع إن سوريا لا تريد حالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم، وأن سوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العام والمنطقة بما فيها الدول التي كان لديها موقف سلبي. وتابع أن "هناك روابط وثيقة بين روسيا وسوريا ولدت منذ نشأت سوريا عام 1946"، وعدّ الشرع أنه نتيجة عمق العلاقات الروسية-السورية وتاريخها "لا ينبغي العبث في بنية الدولة من داخلها، وإذا أردنا أن نحول بعض المسارات يجب أن تكون ضمن استراتيجية هادفة". وأضاف الشرع أن سوريا لديها ارتباطات بروسيا في مجالات السلاح، والطاقة، والغذاء، وأنه "ينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة"، إضافة إلى أن سوريا عليها عقوبات كثيرة منها مرتبطة "بمجلس الأمن، وروسيا تمثل مقعدا دائما وصوتها يجب أن يكون هادفا".