يعود الى سنوات خلت، مشروع "التكامل الاقتصادي بين ضفتي البحر المتوسط" الذي كان يُطلَق عليه اسم Mare Nostrum أو بحر الروم. وُلِد المشروع في قمة برشلونة لـ"الشراكة الأوروبية المتوسطية" عام 1995، وتبعه إنشاء منظمة "الاتحاد من أجل المتوسط"، وذلك خلال فترة الحماسة لسقوط المنظومة الاشتراكية، ونشوء العولمة وفتح الأسواق، وبداية تعدد سلاسل الإنتاج والإمداد، وإنشاء منظمة التجارة العالمية، وانطلاق عملية السلام العربي الإسرائيلي، والحديث عن السلام الاقتصادي.
لكن تعثر فرص السلام في الشرق الأوسط، وانتقال اهتمام الاتحاد الأوروبي إلى دول أوروبا الشرقية، فاندلاع ثورات "الربيع العربي" وما آلت إليه، كلها عوامل جعلت فكرة الاندماج الاقتصادي الإقليمي بين ضفتي المتوسط أمرا صعبا.
تفيد دراسة للبنك الدولي بأن "المنطقة ضيعت فرصا هائلة للتطور، إذ إن الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي حرما شعوبها ما يوازي 35 سنة من النمو والتقدم والبناء. كان الدخل الفردي سيزيد مرتين على الأقل لو تحقق السلام في شرق البحر المتوسط".