"شواطئ غريبة" هو عنوان المعرض الذي تقيمه قاعة "بيرموندسي" بلندن لرسامين من أجيال مختلفة، رسم كل واحد منهم المشهد الطبيعي بأسلوبه ووفق طريقة تفكيره في الفن وبناء على حساسية المواد التي يستعملها.
لا يتضمن المعرض مشهدا طبيعيا متوقعا كما كانت الحال مع الانطباعيين الفرنسيين الذين رأوا الطبيعة من خلال تحولاتها وأنشأوا عالما شفافا وصل إلى ذروته التجريدية في لوحات كلود مونيه التي صور فيها زهور الماء. لقد انتهى ذلك العالم، أو أنه أخرج كل ما في أعماقه من هبات جمالية. وعلى العموم فإن الطبيعة تظل مصدر إلهام جمالي لا ينفد.
وكان الصينيون سبقوا الأوروبيين في اكتشاف الطبيعة عنصر إلهام. ففي الوقت الذي كانت فيه المشاهد الطبيعية مجرد خلفيات لرسوم رسامي عصري النهضة والباروك، جعل الصينيون قبل ألف سنة أو أكثر من الطبيعة موضوعا اساسيا للوحاتهم.
وفي تاريخ الفن التجريدي، هناك دائما تماس بالطبيعة. فعلى سبيل المثل فإن النقاد يعتبرون الرسام البريطاني وليام تورنر (1775 ــ 1851) الرائد الملهم للفن التجريدي، على الرغم من أنه اختص برسم المناظر البحرية. كانت المعالجة الفنية لدى تورنر أكثر حضورا في عالمه من الرغبة في رسم المشهد الطبيعي كما تراه العين المباشرة.